نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 408 ] ( وعورة الرجل ما تحت السرة إلى الركبة ) لقوله عليه الصلاة والسلام : { عورة الرجل ما بين سرته إلى ركبته }. ويروى { ما دون سرته حتى تجاوز ركبته }وبهذا تبين أن السرة ليست من العورة ، خلافا لما يقوله الشافعي رحمه الله . [ ص: 409 ] ( والركبة من العورة ) خلافا له أيضا ، وكلمة " إلى " نحملها على كلمة مع ، عملا بكلمة حتى ، أو عملا بقوله عليه الصلاة والسلام { الركبة من العورة } .


{ الحديث الثاني } : قال عليه السلام : { عورة الرجل ما بين سرته إلى ركبته }ويروى : { ما دون سرته حتى يجاوز ركبته }. قلت : فيه أحاديث : منها ما أخرجه الدارقطني في " سننه " عن سوار بن داود عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين ، واضربوهم عليها في عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ، وإذا زوج أحدكم أمته عبده أو أجيره ، فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة ، فإن ما تحت السرة إلى الركبة من العورة } ، ورواه أبو داود في [ ص: 409 ] سننه " ، لم يقل فيه : فإن ما تحت السرة إلى الركبة من العورة ، انتهى ورواه أحمد في " مسنده " ، ولفظه : فإن ما أسفل من سرته إلى ركبتيه من عورته ، ورواه العقيلي في " ضعفائه " ، ولين سوار بن داود ، قال صاحب " التنقيح " : وسوار بن داود أبو حمزة البصري وثقه ابن معين . وابن حبان ، وقال أحمد : شيخ بصري لا بأس به انتهى .

وله طريق آخر عند ابن عدي في " الكامل " أخرجه عن الخليل بن مرة عن ليث بن أبي سليم عن عمرو بن شعيب به ، ولين الخليل بن مرة ، ونقل عن البخاري أنه قال : فيه نظر ، قال ابن عدي : وهو ممن يكتب حديثه ، فإنه ليس بمنكر الحديث انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه الحاكم في " المستدرك في كتاب الفضائل " عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام ثنا أصرم بن حوشب ثنا إسحاق بن واصل الضبي عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، قال : قلنا لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : حدثنا بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثنا عن غيرك ، وإن كان ثقة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ما بين السرة إلى الركبة عورة }مختصر ، وسكت عنه ، قال الذهبي في " مختصره " : أظنه موضوعا ، فإن إسحاق بن واصل متروك ، وأصرم بن حوشب متهم بالكذب انتهى .

{ حديث آخر } :

وأخرجه الدارقطني في " سننه " عن سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيوب ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { ما فوق الركبتين من العورة ، وما أسفل السرة من العورة } ، انتهى وقوله : ويروى : { ما دون سرته حتى يجاوز ركبتيه } ، غريب .

{ الحديث الثالث } : وقال عليه السلام : { الركبة من العورة } ، قلت : أخرجه الدارقطني في " سننه " عن النضر بن المنصور الفزاري عن عقبة بن علقمة سمعت عليا يقول : قال عليه السلام : { الركبة من العورة }انتهى . أخرجه في " أول الصلاة " ، [ ص: 410 ] قال شيخنا الذهبي في " ميزانه " : النضر بن منصور واه ، قال ابن حبان : لا يحتج به ، وعقبة بن علقمة هذا ضعفه الدارقطني . وأبو حاتم الرازي ، وأعاده المصنف في " الكراهية " عن أبي هريرة ، ولم تجده عنه ، وفي " الإمام " قال أبو حاتم الرازي : عقبة ضعيف الحديث ، والنضر بن منصور مجهول . انتهى . قال : وأخرج البيهقي في " الخلافيات " من جهة إبراهيم بن إسحاق القاضي عن قبيصة عن سفيان عن ابن جريج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { السرة من العورة }.

قال : وهذا معضل مرسل .

أحاديث الخصوم واستدل من قال : إنها ليست من العورة بما أخرجه البخاري . ومسلم عن أنس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا خيبر ، قال : فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس ، وركب النبي صلى الله عليه وسلم ، وركب أبو طلحة ، وأنا رديفه ، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر ، ثم حسر الإزار عن فخذه حتى إني لأنظر إلى بياض فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فلما دخل القرية ، قال : الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قالها ثلاثا }انتهى . وفي رواية : فانحسر الإزار عن فخذ النبي صلى الله عليه وسلم .

{ حديث آخر } أخرجه مسلم عن عائشة ، قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر ، فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فتحدث ، ثم استأذن عمر ، فأذن له ، وهو كذلك ، فتحدث ، ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه : قال : فدخل ، فتحدث ، فلما خرج ، قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تباله ، ثم دخل عمر فلم تباله ، ثم دخل عثمان فجلست وسويت عليك ثيابك ، فقال : ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة }انتهى . ويحتمل أنه عليه السلام غطى فخذه بسرعة لما انكشف . والثاني : لم يجزم الراوي به .

{ حديث آخر } : استدل به الشيخ تقي الدين في " الإمام " ، أخرجه البخاري عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء ، قال : { كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر أخذ بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبتيه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر } ، انتهى . قال الشيخ : وذكر البخاري تعليقا ، قال حماد بن سلمة : ثنا عاصم الأحول . وعلي بن الحكم ، سمعنا أبا عثمان يحدث عن أبي موسى بنحوه ، وزاد فيه عاصم : { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدا في مكان قد انكشف عن ركبتيه ، فدخل عثمان فغطاها }انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه أبو داود عن سوار بن داود الصيرفي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا : { مروا أولادكم بالصلاة لسبع } ، وفيه : { وإذا زوج أحدكم [ ص: 411 ] خادمه عبده أو أجيره ، فلا ينظر إلى ما دون السرة ، وفوق الركبة }قال الشيخ : وسوار بن داود روي عن يحيى بن معين أنه قال فيه : ثقة .

{ حديث آخر }

أخرجه الدارقطني عن سعيد بن راشد عن عباد بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي أيوب ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : { ما فوق الركبتين من العورة ، وما أسفل السرة من العورة } ، انتهى . وقال الشيخ : وسعيد . وعباد قيل في كل منهما : متروك ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية