نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( فإن قال بدل التكبير الله أجل أو أعظم أو الرحمن أكبر أو لا إله إلا الله أو غيره من أسماء الله تعالى أجزأه عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى ، وقال أبو يوسف رحمه الله تعالى: إن كان يحسن التكبير لم يجزئه إلا قوله : الله أكبر ، أو الله [ ص: 428 ] الأكبر ، أو الله الكبير ) وقال الشافعي رحمه الله تعالى: لا يجوز إلا بالأولين ، وقال مالك رحمه الله تعالى: لا يجوز إلا بالأول ; لأنه هو المنقول ، والأصل فيه التوقيف ، والشافعي رحمه الله يقول : إدخال الألف واللام فيه أبلغ في الثناء فقام مقامه . وأبو يوسف رحمه الله تعالىيقول : إن أفعل وفعيلا في صفات الله تعالى سواء ، بخلاف ما إذا كان لا يحسن لأنه لا يقدر إلا على المعنى ; ولهما أن التكبير هو التعظيم لغة وهو حاصل .


قوله : وقال مالك : لا يجوز إلا بقوله : الله أكبر " يعني تكبيرة الافتتاح " لأنه هو المنقول ، قلت : فيه أحاديث : منها ما رواه الترمذي في " جامعه " حدثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد ثنا عبد الحميد بن جعفر ثنا محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ، ورفع يديه ثم قال : الله أكبر } ، انتهى . وطوله في " باب وصف الصلاة " ، فرواه بالإسناد [ ص: 430 ] المذكور ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما ، ورفع يديه حتى يحاذي منكبيه ، ثم قال : الله أكبر ، وركع ، ثم اعتدل ، فلم يصوب رأسه ، ولم يقنع ، ووضع يديه على ركبتيه ، ثم قال : سمع الله لمن حمده ، ورفع يديه ، واعتدل حتى رجع كل عظم في موضعه معتدلا ، ثم يهوي إلى الأرض ساجدا ، ثم : قال الله أكبر ، ثم جافى عضديه عن إبطيه ، وفتح أصابع رجليه ، ثم ثنى رجله اليسرى ، وقعد عليها ، ثم اعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه معتدلا ، ثم هوى ساجدا ، ثم قال : الله أكبر ، ثم ثنى رجله وقعد ، واعتدل حتى رجع كل عضو في موضعه ، ثم نهض فصنع في الركعة الثانية مثل ذلك ، حتى إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه ، حتى يحاذي بهما منكبيه ، كما صنع حين افتتح الصلاة ، ثم صنع كذلك ، ثم ذكر أنه يقعد متوركا ، ثم يسلم }انتهى .

وقال : حديث حسن صحيح ، وينظر لفظ البخاري ، فإن ابن الجوزي عزاه في " التحقيق " إليه بهذا اللفظ .

{ حديث آخر } : روى الطبراني في " معجمه " حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج ثنا حماد حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع { أن رجلا دخل المسجد فصلى ، فأخف صلاته ، ثم انصرف ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : وعليك السلام ، ارجع فصل ، فإنك لم تصل ، حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، فقال الرجل : والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا ، فعلمني النبي صلى الله عليه وسلم : إنه لا يتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ ، فيضع الوضوء مواضعه ، ثم يقول : الله أكبر ، ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ، ويقرأ بما شاء من القرآن ، ثم يكبر ، ثم يركع حتى تطمئن مفاصله ، ثم يقول : سمع الله لمن حمده ، حتى يستوي قائما ، ثم يكبر ، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ، ثم يكبر ، ويرفع رأسه حتى يستوي ، ثم يكبر ، ثم يسجد ، حتى تطمئن مفاصله ، ثم يرفع رأسه ، فيكبر ، فإذا فعل ذلك فقد تمت صلاته }" . انتهى .

وهذا الحديث رواه أصحاب السنن الأربعة لكن بلفظ : { ثم يكبر ويحمد الله ، في الأول } ، وقالوا في الباقي : ثم يقول : الله أكبر ، وهذا عكس لفظ الطبراني فيه ، والله أعلم . [ ص: 431 ]

{ حديث آخر } : رواه الطبراني أيضا في " معجمه " حدثنا محمد بن إدريس المصيصي . والحسين بن إسحاق التستري ، قالا : ثنا أحمد بن النعمان الفراء المصيصي ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن موسى بن أبي حبيب عن الحكم بن عمير الثمالي رضي الله عنه ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا إذا قمتم إلى الصلاة فارفعوا أيديكم ، ولا تخالف آذانكم ، ثم قولوا : الله أكبر ، سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، وإن لم تزيدوا على التكبير أجزاكم }" انتهى .

{ حديث آخر } :

روى البزار في " مسنده " حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي ثنا يوسف بن أبي سلمة الماجشون ثنا أبي عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : الله أكبر ، وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين . { إن صلاتي ونسكي } }" ، إلى آخر الآية ، وصحح البزار إسناده ، قال ابن القطان في " كتابه " : وتعيين لفظ : الله أكبر في الافتتاح شيء عزيز في الحديث لا يكاد يوجد حتى إن ابن حزم أنكره ، وقال : إنه ما عرف قط ، قال : وقد رواه البزار في " مسنده " ، ثم ذكر حديث البزار المذكور بسنده ومتنه ، وسكت عنه ، وقد قدمنا نحوه عند الترمذي . والطبراني ، والله أعلم .

{ حديث آخر } : أخرجه البيهقي عن سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " { إذا قال الإمام : الله أكبر ، فقولوا : الله أكبر ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد }" .

{ حديث آخر } : أخرجه البيهقي أيضا عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن [ ص: 432 ] المسيب عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم ، وأقيموها ، وسدوا الفرج ، فإني أراكم من وراء ظهري ، فإذا قال إمامكم : الله أكبر ، فقولوا : الله أكبر ، وإذا ركع فاركعوا ، وإذا قال سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ، وإن خير صفوف الرجال المقدم ، وشرها المؤخر ، وخير صفوف النساء المؤخر ، وشرها المقدم }" مختصر .

التالي السابق


الخدمات العلمية