نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 430 - 432 ] قال : ( ويعتمد بيده اليمنى على اليسرى تحت السرة ) لقوله عليه الصلاة والسلام " { إن من السنة وضع اليمين على الشمال تحت السرة }" وهو حجة على مالك رحمه الله تعالىفي الإرسال ، وعلى الشافعي رحمه الله تعالىفي الوضع على الصدر ، لأن الوضع تحت السرة أقرب إلى التعظيم ، وهو المقصود ، ثم الاعتماد سنة القيام عند أبي حنيفة وأبي يوسف رحمهما الله تعالى حتى لا يرسل حالة الثناء . والأصل أن كل قيام فيه ذكر مسنون يعتمد فيه ، وما لا فلا ، هو الصحيح ، فيعتمد في حالة القنوت وصلاة الجنازة ، ويرسل في القومة وبين تكبيرات الأعياد .


{ الحديث السادس } : قال عليه السلام : " { إن من السنة وضع اليمين على الشمال تحت السرة }" ، قلت : رواه أبو داود في " سننه " من حديث عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي عن زياد بن زيد السوائي عن أبي جحيفة عن علي أنه قال : السنة وضع الكف على الكف تحت السرة انتهى .

والله أعلم إن هذا الحديث لا يوجد في غالب نسخ أبي داود ، إنما وجدناه في النسخة التي هي من رواية ابن داسة ، ولذلك لم يعزه ابن عساكر في " الأطراف " إليه ، ولا ذكره المنذري في " مختصره " ، ولم يعزه ابن تيمية في " المنتقى " إلا لمسند أحمد فقط . والنووي في " شرح مسلم " لم يعزه إلا للدارقطني . والبيهقي في " سننه " لم يروه إلا من جهة الدارقطني ، ولم أر من عزاه لأبي داود إلا عبد الحق في " أحكامه " ، ولم يتعقبه ابن القطان في " كتابه " من جهة العزو على عادته في ذلك ، وإنما تعقبه من جهة التضعيف ، فقال عبد الرحمن بن إسحاق هو ابن الحارث أبو شيبة الواسطي ، قال فيه ابن حنبل ، وأبو حاتم : منكر الحديث ، وقال [ ص: 433 ] ابن معين : ليس بشيء ، وقال البخاري : فيه نظر ، وزياد بن زيد هذا لا يعرف ، وليس بالأعسم انتهى .

ورواه أحمد في " مسنده " والدارقطني ، ثم البيهقي من جهته في " سننهما " ، قال البيهقي في " المعرفة " : لا يثبت إسناده ، تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ، وهو متروك ، انتهى .

وقال النووي في " الخلاصة وفي شرح مسلم " : هو حديث متفق على تضعيفه ، فإن عبد الرحمن بن إسحاق ضعيف بالاتفاق انتهى .

واعلم أن لفظة السنة يدخل في المرفوع عندهم ، قال ابن عبد البر في " التقصي " : واعلم أن الصحابي إذا أطلق اسم السنة ، فالمراد به سنة النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك إذا أطلقها غيره ما لم يضف إلى صاحبها ، كقولهم : سنة العمرين ، وما أشبه ذلك انتهى كلامه .

أحاديث الخصوم : روى ابن خزيمة في " صحيحه " من حديث { وائل بن حجر ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره }انتهى . لم يذكر النووي في الباب غيره في " الخلاصة " ، وكذلك الشيخ تقي الدين في " الإمام " .

أحاديث وضع اليمين على الشمال أخرج البخاري في " صحيحه " عن أبي حازم عن سهل بن سعد ، قال : كان الناس يأمرون أن يضع الرجل اليد اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة ، قال أبو حاتم : لا أعلمه إلا ينمى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

حديث آخر

أخرجه مسلم في " صحيحه " { عن وائل بن حجر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين دخل في الصلاة كبر وصفهما حيال أذنيه ، ثم التحف بثوبه ، ثم وضع يده اليمنى على اليسرى } ، مختصر .

{ حديث آخر } : أخرجه أبو داود والنسائي . وابن ماجه من حديث الحجاج بن أبي زينب سمعت أبا عثمان يحدث { عن ابن مسعود عبد الله بن مسعود أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى }. [ ص: 434 ] انتهى . وفي إسناده حجاج بن أبي زينب فيه لين ، قال ابن المديني : ضعيف .

وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال ابن معين : ليس به بأس ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وقال النووي في " الخلاصة " : إسناده صحيح على شرط مسلم .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني عن طلحة بن عمرو بن عثمان الحضرمي عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " { إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نمسك بأيماننا على شمائلنا في الصلاة }" انتهى . وطلحة هذا ، قال فيه أحمد : متروك الحديث .

وقال ابن معين : ضعيف ليس بشيء وتكلم فيه البخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، وابن حبان ، والدارقطني ، وابن عدي .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني أيضا عن النضر بن إسماعيل عن أبي ليلى عن عطاء عن أبي هريرة مرفوعا نحو حديث ابن عباس ، والنضر بن إسماعيل ، قال فيه ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي . وأبو زرعة : ليس بالقوي ، وابن أبي ليلى أيضا ضعيف .

{ حديث آخر } :

أخرجه الترمذي ، وابن ماجه عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمنا فيأخذ شماله بيمينه }انتهى . قال الترمذي : حديث حسن انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية