نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
فصل في الوطء والنظر واللمس قال : ( ولا يجوز أن ينظر الرجل إلى الأجنبية إلا إلى وجهها وكفيها ) لقوله تعالى: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }قال علي وابن عباس رضي الله عنهما : ما ظهر منها الكحل والخاتم ، والمراد موضعهما وهو : الوجه [ ص: 127 ] والكف ، كما أن المراد بالزينة المذكورة موضعها ، ولأن في إبداء الوجه والكف ضرورة لحاجتها إلى المعاملة مع الرجال أخذا وإعطاء وغير ذلك ، وهذا تنصيص على أنه لا يباح النظر إلى قدمها .

وعن أبي حنيفة رحمه الله أنه يباح ; لأن فيه بعض الضرورة .

وعن أبي يوسف رحمه الله أنه يباح النظر إلى ذراعيها أيضا ; لأنه قد يبدو منها عادة .

قال : ( فإن كان لا يأمن الشهوة لا ينظر إلى وجهها إلا لحاجة ) لقوله عليه الصلاة والسلام : " { من نظر إلى محاسن امرأة أجنبية عن شهوة صب في عينيه الآنك يوم القيامة }" .

فإن خاف الشهوة لم ينظر من غير حاجة تحرزا عن المحرم ، وقوله لا يأمن يدل على أنه لا يباح إذا شك في الاشتهاء كما إذا علم أو كان أكبر رأيه ذلك .


فصل في الوطء ، والنظر ، والمس

قوله : روي عن علي ، وابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }قال : هي الكحل والخاتم ; قلت : الرواية عن ابن عباس رواه الطبراني في " تفسيره " حدثنا أبو كريب ثنا مروان بن معاوية ثنا مسلم الملائي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها }قال : هي الكحل والخاتم انتهى وأخرجه البيهقي عن جعفر بن عون ثنا مسلم الملائي به ، ثم أخرجه عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس نحوه سواء ، وأخرجه ابن أبي شيبة في [ ص: 127 ] مصنفه في النكاح " عن عكرمة ، وأبي صالح ، وسعيد بن جبير من قولهم ; وأخرجه عبد الرزاق في " تفسيره " عن قتادة ، وأما الرواية عن علي فغريب . ما خالف ذلك : أخرج البيهقي عن حفص بن غياث عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى: { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها } ، قال : الوجه والكفان ، ثم أخرجه عن عقبة الأصم عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة ، قالت : { ما ظهر منها }الوجه والكفان ، قال : وعقبة الأصم تكلم فيه ، انتهى

وأخرج الطبراني في " تفسيره " من طرق جيدة عن ابن مسعود ، قال : هي الثياب انتهى

الحديث الرابع عشر : قال عليه السلام : " { من نظر إلى محاسن امرأة أجنبية عن شهوة صب في عينيه الآنك يوم القيامة }" ; قلت : غريب ; والمعروف : { من استمع إلى حديث قوم ، وهم له كارهون ، صب في أذنه الآنك يوم القيامة } ، أخرجه البخاري في " صحيحه في كتاب التعبير " عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : { من تحلم بحلم لم يره ، كلف أن يعقد بين شعيرتين ، ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم ، وهم له كارهون أو يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ، ومن صور صورة عذب ، وكلف أن ينفخ فيها ، وليس بنافخ }انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية