نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
قال : ( ولا بأس بأن يمس ما جاز أن ينظر إليه منها ) لتحقق الحاجة إلى ذلك في المسافرة وقلة الشهوة للمحرمية ، بخلاف وجه الأجنبية وكفيها حيث لا يباح المس ، وإن أبيح النظر ; لأن الشهوة متكاملة . ( إلا إذا كان يخاف عليها أو على نفسه الشهوة ) فحينئذ لا ينظر ولا يمس لقوله عليه الصلاة والسلام : " { العينان تزنيان وزناهما النظر واليدان تزنيان وزناهما البطش }" وحرمة الزنا بذوات المحارم أغلظ فيجتنب .


الحديث الثاني والعشرون : قال عليه السلام : " { العينان تزنيان ، وزناهما النظر ، واليدان تزنيان ، وزناهما البطش }; قلت : أخرجه مسلم في " كتاب القدر " عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا ، مدرك ذلك لا محالة ، فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ، واليدان تزنيان وزناهما البطش ، والرجلان تزنيان وزناهما المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج ، أو يكذبه }انتهى .

وأخرج البخاري ، ومسلم فيه عن ابن عباس ، قال : ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة : { إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك لا محالة ، فزنا العينين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس تمنى ، وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه } ، انتهى

التالي السابق


الخدمات العلمية