نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 7 ] ( ويجهر في الجمعة والعيدين ) لورود النقل المستفيض بالجهر ، وفي التطوع بالنهار يخافت ، وفي الليل يتخير ، اعتبارا بالفرد في حق المنفرد ، وهذا لأنه مكمل له فيكون تبعا له .


[ ص: 7 ] قوله : ويجهر في الجمعة . والعيدين ، لورود النقل المستفيض بالجهر ، قلت : استدل البيهقي على الجهر في الجمعة . والعيدين بما رواه الجماعة إلا البخاري من حديث حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة ب { سبح اسم ربك الأعلى }و { هل أتاك حديث الغاشية } }انتهى .

واستدل أيضا بما أخرجه مسلم عن أبي واقد الليثي ، قال : { سألت عمر ، ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى . والفطر ؟ فقال : كان يقرأ ب { ق والقرآن المجيد }و { اقتربت الساعة } } ، وفي هذا الاستدلال نظر ، ففي " الصحيحين " عن أبي قتادة ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى ، ويقصر في الثانية ، يسمع الآية أحيانا } ، وفي النسائي { كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر ، فيسمع منه الآية ، بعد الآيات من سورة لقمان والذاريات } ، وفيه أيضا عن أبي بكر بن النضر ، قال : { كنا بالطائف عند أنس ، فصلى بهم الظهر ، فلما فرغ ، قال : إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، فقرأ لنا بهاتين السورتين في الركعتين : { سبح اسم ربك الأعلى }و { هل أتاك حديث الغاشية } }. انتهى .

وأخرج البيهقي عن الحارث عن علي ، قال : الجهر في صلاة العيدين من السنة ، والخروج في العيدين إلى الجبانة من السنة انتهى والحارث روى له الأربعة ، كذبه الشعبي . وابن المديني ، وضعفه الدارقطني ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، والحديث معلول به .

التالي السابق


الخدمات العلمية