نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 10 ] ( وفي السفر يقرأ بفاتحة الكتاب وأي سورة شاء ) لما روي أن النبي عليه الصلاة والسلام { قرأ في صلاة الفجر في سفر بالمعوذتين }ولأن السفر أثر في إسقاط شطر الصلاة ، فلأن يؤثر في تخفيف القراءة أولى ، وهذا إذا كان على عجلة من السير ، وإن كان في أمنة وقرار يقرأ في الفجر نحو سورة البروج وانشقت ، لأنه يمكنه مراعاة السنة مع التخفيف .


[ ص: 10 ] الحديث الخامس والخمسون : روي { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة الفجر في سفره : }بالمعوذتين " . قلت : رواه أبو داود في " سننه " في فضائل القرآن ، والنسائي في " الاستعاذة " من حديث القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر ، قال : { كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر ، فقال لي : يا عقبة ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ فعلمني : { قل أعوذ برب الفلق }{ قل أعوذ برب الناس }قال : فلم يرني سررت بهما جدا ، فلما نزل لصلاة الصبح صلى بهما الصبح للناس ، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلي ، فقال : يا عقبة كيف رأيت ؟ }انتهى . والقاسم هذا ، هو أبو عبد الرحمن . القاسم بن عبد الرحمن القرشي الأموي ، مولاهم الشامي ، وثقه ابن معين . وغيره ، وتكلم فيه غير واحد ، قاله المنذري ، ورواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الرابع والثلاثين ، من القسم الخامس من حديث معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن ابنه عن عقبة بن عامر ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم أمهم بالمعوذتين في صلاة الصبح }انتهى .

ورواه الحاكم في " مستدركه " كذلك ، ولفظه : { سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين ، أمن القرآن هما ؟ ، فأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر بهما }. انتهى .

وقال : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، أخرجه في " الصلاة وفي فضائل القرآن " ، ثم أخرجه بسند السنن ومتنه ، وسكت عنه . ورواه أحمد في " مسنده " وابن أبي شيبة في " مصنفه " . والطبراني في " معجمه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية