نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ويكره تقديم العبد ) لأنه لا يفرغ للتعلم ( والأعرابي ) لأن الغالب فيهم [ ص: 34 ] الجهل ( والفاسق ) لأنه لا يهتم لأمر دينه ( والأعمى ) لأنه لا يتوقى النجاسة ( وولد الزنا ) لأنه ليس له أب يثقفه فيغلب عليه الجهل ، ولأن في تقديم هؤلاء تنفير الجماعة فيكره ( وإن تقدموا جاز ) لقوله عليه الصلاة والسلام { صلوا خلف كل بر وفاجر } .


الحديث الثالث والستون : قال عليه السلام " { صلوا خلف كل بر وفاجر } ، قلت : [ ص: 34 ] أخرجه الدارقطني في " سننه " عن معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { صلوا خلف كل بر وفاجر ، وصلوا على كل بر وفاجر ، وجاهدوا مع كل بر وفاجر }انتهى . قال الدارقطني : مكحول لم يسمع من أبي هريرة ، ومن دونه ثقات انتهى .

ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ، وأعله بمعاوية بن صالح ، مع ما فيه من الانقطاع . وتعقبه ابن عبد الهادي ، وقال إنه من رجال الصحيح . انتهى .

والحديث رواه أبو داود في " سننه في كتاب الجهاد " ، وضعفه بأن مكحولا لم يسمع من أبي هريرة ، ولفظه ، قال : { الجهاد واجب عليكم ، مع كل أمير برا كان أو فاجرا ، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا ، وإن عمل الكبائر ، والصلاة واجبة على كل مسلم برا كان أو فاجرا ، وإن عمل الكبائر }. انتهى .

ومن طريق أبي داود ، رواه البيهقي في " المعرفة " ، وقال : إسناده صحيح ، إلا أن فيه انقطاعا بين مكحول وأبي هريرة ، وله طريق آخر عن الدارقطني عن عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة عن هشام بن عروة عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة مرفوعا : { سيليكم من بعدي ولاة : البر ببره . والفاجر بفجوره ، فاسمعوا له ، وأطيعوا فيما وافق الحق ، وصلوا وراءهم ، فإن أحسنوا فلكم ولهم ، وإن أساءوا فلكم وعليهم }انتهى .

ومن طريق الدارقطني ، رواه ابن الجوزي في " العلل " وأعله بعبد الله هذا ، قال أبو حاتم : متروك الحديث ، وقال ابن حبان : لا يحل كتب حديثه ، قال ابن الجوزي : وسئل أحمد عن حديث : { صلوا خلف كل بر وفاجر } ، فقال : ما سمعنا به انتهى .

أحاديث الباب : أخرج ابن ماجه في " سننه " عن الحارث بن نبهان عن عتبة بن يقظان عن أبي سعيد الشامي عن مكحول عن واثلة بن الأسقع ، قال : قال رسول الله [ ص: 35 ] صلى الله عليه وسلم : { لا تكفروا أهل ملتكم ، وإن عملوا الكبائر ، وصلوا مع كل إمام ، وجاهدوا مع كل أمير ، وصلوا على كل ميت من أهل القبلة }انتهى . وأبو سعيد هذا ، قال الدارقطني : مجهول ، وعتبة ، قال ابن الجنيد : لا يساوي شيئا ، والحارث بن نبهان ، قال النسائي : متروك ، وقال ابن حبان : لا يحتج به ، وأسند إلى ابن معين ، أنه قال : ليس بشيء .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني عن محمد بن الفضل عن سالم الأفطس عن مجاهد عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { صلوا على من قال : لا إله إلا الله ، وصلوا وراء من قال : لا إله إلا الله }انتهى .

وأعله ابن الجوزي بمحمد بن الفضل ، قال : قال النسائي : متروك ، وقال أحمد : حديثه يشبه حديث أهل الكذب ، وقال ابن معين : كان كذابا انتهى . ورواه أبو نعيم في " الحلية " عن سويد بن عمر .

وعن سالم الأفطس به ، وأخرجه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " من طرق أخرى واهية : أحدها : فيها عثمان بن عبد الرحمن ، ونسبه إلى الكذب عن ابن معين . والأخرى : فيها الوليد المخزومي خالد بن إسماعيل ، ونسبه إلى الوضع عن ابن عدي . والأخرى : فيها وهب بن وهب القاضي ، ونسبه أحمد إلى الوضع . و [ الأخرى ] : فيها عبد الله العثماني ، ونسب إلى الوضع عن ابن عدي . وابن حبان ، وحديث عثمان بن عبد الرحمن وحديث الوليد المخزومي ، كلاهما في " سنن الدارقطني " .

{ حديث آخر } : أخرجه الدارقطني أيضا عن عمر بن صبح عن منصور عن إبراهيم عن علقمة . والأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { ثلاث من السنة : الصف خلف كل إمام ، لك صلاتك ، وعليه إثمه . والجهاد مع كل أمير ، لك جهادك ، وعليه شره . والصلاة على كل ميت من أهل التوحيد ، وإن كان قاتل نفسه }انتهى .

قال عمر بن صبيح متروك انتهى . وفي " تحقيق ابن الجوزي " قال ابن حبان : كان يضع الحديث . انتهى .

[ ص: 36 ] حديث آخر } : أخرجه الدارقطني عن فرات بن سليمان عن محمد بن علوان عن الحارث عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أصل الدين الصلاة خلف كل بر وفاجر ، والجهاد مع كل أمير ، والصلاة على كل من مات من أهل القبلة }انتهى .

قال الدارقطني : ليس في هذه الأحاديث شيء يثبت . ومن طريق الدارقطني ، رواه ابن الجوزي في " العلل " ، وقال : فرات بن سليمان ، قال ابن حبان : منكر الحديث جدا ، يأتي بما لا يشك أنه معمول ، لكن سماه فرات بن سليم ، والحارث ، فقال فيه ابن المديني : كان كذابا انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه العقيلي في " كتابه " عن الوليد بن الفضل أخبرني عبد الجبار بن الحجاج الخراساني عن مكرم بن حكيم الخثعمي عن سيف بن منير عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تكفروا أحدا من أهل القبلة ، وصلوا خلف كل إمام ، وجاهدوا مع كل أمير }انتهى . والوليد بن الفضل العنزي ، قال ابن حبان في " كتاب الضعفاء له " : يروي المناكير التي لا يشك أنها موضوعة ، لا يجوز الاحتجاج به .

وقال أبو حاتم : مجهول ، ومكرم بن حكيم ، قال الأزدي : ليس بشيء ، وسيف ضعفه الدارقطني ، وقال الأزدي : لا يكتب حديثه .

التالي السابق


الخدمات العلمية