نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 44 ] ( ولا يجوز للرجال أن يقتدوا بامرأة أو صبي ) أما المرأة فلقوله عليه الصلاة والسلام { أخروهن من حيث أخرهن الله }فلا يجوز تقديمها ، وأما الصبي فلأنه متنفل ، فلا يجوز اقتداء المفترض به ، وفي التراويح والسنن المطلقة جوزه مشايخ بلخ رحمهم الله ، ولم يجوزه مشايخنا رحمهم الله ، ومنهم من حقق الخلاف في النفل المطلق بين أبي يوسف ومحمد رحمهما الله ، والمختار أنه لا يجوز في الصلوات كلها ; لأن نفل الصبي دون نفل البالغ ، حيث لا يلزمه القضاء بالإفساد بالإجماع ، ولا يبنى القوي على الضعيف ، بخلاف المظنون ; لأنه مجتهد فيه ، فاعتبر العرض عدما ، وبخلاف اقتداء الصبي بالصبي لأن الصلاة متحدة .


الحديث التاسع والستون : قال النبي صلى الله عليه وسلم : { أخروهن من حيث أخرهن الله } ، قلت : حديث غريب مرفوعا ، وهو في " مصنف عبد الرزاق " موقوف على ابن مسعود ، فقال : أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن ابن مسعود ، قال : كان الرجال . والنساء في بني إسرائيل يصلون جميعا ، فكانت المرأة تلبس القالبين فتقوم عليهما ، فتواعد خليلها ، فألقي عليهن الحيض ، فكان ابن مسعود ، يقول : أخروهن من [ ص: 45 ] حيث أخرهن الله ، قيل : فما القالبان ؟ قال : أرجل من خشب يتخذها النساء ، يتشرفن الرجال في المساجد انتهى .

ومن طريق عبد الرزاق ، رواه الطبراني في " معجمه " ، قال السروجي في " الغاية " : كان شيخنا الصدر سليمان يرويه : الخمر أم الخبائث ، والنساء حبائل الشيطان ، وأخروهن من حيث أخرهن الله ، ويعزوه إلى " مسند رزين " ، وقد ذكر هذا الجاهل أنه في " دلائل النبوة للبيهقي " . وقد تتبعته فلم أجده فيه لا مرفوعا ، ولا موقوفا ، والذي فيه مرفوعا : { الخمر جماع الإثم ، والنساء حبالة الشيطان ، والشباب شعبة من الجنون } ، ليس فيه : أخروهن من حيث أخرهن الله أصلا أحاديث الباب : أخرج الجماعة ، إلا البخاري عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { خير صفوف الرجال أولها ، وشرها آخرها ، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها }. انتهى .

{ حديث آخر } : أخرجه أحمد في " مسنده " عن أبي مالك الأشعري أنه ، { قال يوما : يا معشر الأشعريين اجتمعوا ، واجمعوا نساءكم . وأبناءكم ، حتى أريكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا ، وجمعوا أبناءهم ونساءهم ، ثم توضأ ، وأراهم كيف يتوضأ ، ثم تقدم ، فصف الرجال في أدنى الصف ، وصف الولدان خلفهم ، وصف النساء خلف الصبيان } ، الحديث ، ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب عن أبي مالك الأشعري { أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى ، فأقام الرجال يلونه ، وأقام الصبيان خلف ذلك ، وأقام النساء خلف ذلك }انتهى .

ومن طريق ابن أبي شيبة ، رواه الطبراني في " معجمه "

التالي السابق


الخدمات العلمية