نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ولو أجاب رجلا في الصلاة بلا إله إلا الله فهذا كلام مفسد عند أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله تعالى وقال أبو يوسف رحمه الله تعالى: لا يكون مفسدا ) وهذا الخلاف فيما إذا أراد به جوابه ، له أنه ثناء بصيغته فلا يتغير بعزيمته ، ولهما أنه أخرج الكلام مخرج الجواب وهو يحتمله فيجعل جوابا كالتشميت والاسترجاع على الخلاف في الصحيح . [ ص: 79 - 84 ] ( وإن أراد به إعلامه أنه في الصلاة لم تفسد بالإجماع ) لقوله عليه الصلاة والسلام { إذا نابت أحدكم نائبة في الصلاة فليسبح }.


الحديث الثامن والسبعون : قال عليه السلام : { إذا نابت أحدكم نائبة في الصلاة [ ص: 85 ] فليسبح } ، قلت : أخرجه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد { أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم ، فحانت الصلاة ، فجاء المؤذن إلى أبي بكر ، فقال : أتصلي بالناس ؟ قال : نعم ، فصلى أبو بكر ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة ، فتخلص حتى وقف في الصف ، فصفق الناس ، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة ، فلما أكثر الناس التصفيق التفت ، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه : أن امكث مكانك ، فرفع أبو بكر يديه ، فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف ، وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ، ثم انصرف ، فقال : يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك : فقال أبو بكر : ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق ؟ ، من نابه شيء في صلاته فليسبح ، فإنه إذا سبح التفت إليه ، وإنما التصفيق للنساء }. انتهى . ولم يعزه الشيخ في " الإمام " إلا لمسلم فقط ، فإنه قال : أخرجه مسلم ، من رواية مالك عن أبي حازم عن سهل بن سعد ، وأخرجا من حديث الزهري عن [ ص: 86 ] أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { التسبيح للرجال ، والتصفيق للنساء }. انتهى كلامه .

التالي السابق


الخدمات العلمية