نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ومن دخل مسجدا قد أذن فيه يكره له أن يخرج حتى يصلي ) لقوله عليه الصلاة والسلام { لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق ، أو رجل يخرج لحاجة يريد الرجوع }. قال : ( إلا إذا كان ممن ينتظم به أمر جماعة ) لأنه ترك صورة تكميل معنى ( وإن كان قد صلى وكانت الظهر أو العشاء فلا بأس بأن يخرج ) لأنه أجاب داعي الله مرة ( إلا إذا أخذ المؤذن في الإقامة ) لأنه يتهم بمخالفة الجماعة عيانا ( وإن كانت العصر أو المغرب أو الفجر خرج ، وإن أخذ المؤذن فيها ) لكراهة التنفل بعدها .


[ ص: 177 ] الحديث التاسع عشر بعد المائة : قال عليه السلام : { لا يخرج من المسجد بعد النداء إلا منافق ، أو رجل يخرج لحاجة ، يريد الرجوع } ، قلت : رواه ابن ماجه في " سننه " بمعناه حدثنا حرملة بن يحيى ثنا ابن وهب أخبرنا عبد الجبار بن عمر عن ابن أبي فروة عن محمد بن يوسف ، مولى عثمان بن عفان عن أبيه عن عثمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أدرك الأذان في المسجد ، ثم خرج ، لم يخرج لحاجة وهو [ ص: 178 ] لا يريد الرجوع ، فهو منافق }انتهى .

وأخرج أبو داود في " المراسيل " عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لا يخرج من المسجد أحد بعد النداء ، إلا منافق ، إلا أحد أخرجته حاجة ، وهو يريد الرجوع }. انتهى . ورواه عبد الرزاق في " مصنفه " أخبرنا ابن عيينة حدثني عبد الرحمن بن حرملة عن ابن المسيب ، فذكروه ، وأخرج الجماعة إلا البخاري عن { أبي الشعثاء ، قال : كنا مع أبي هريرة في المسجد فخرج رجل حين أذن المؤذن للعصر ، فقال أبو هريرة : أما هذا فقد عصى أبا القاسم }انتهى .

وهذا الحديث موقوف عند بعضهم ، وقال أبو عمر بن عبد البر : إنه مسند ، وكذلك نظائره ، { لحديث أبي هريرة ، من لم يجب الدعوة ، فقد عصى أبا القاسم } ، وقال : لا تختلفوا في ذلك ، ورواه إسحاق بن راهويه في " مسنده " ، وزاد فيه { : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن المؤذن ، فلا تخرجوا حتى تصلوا }. انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية