نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ومن شرائطها الجماعة ) لأن الجمعة مشتقة منها ( وأقلهم عند أبي حنيفة رحمه الله ثلاث سوى الإمام ، وقالا : اثنان سواه ) قال رضي الله عنه : والأصح أن هذا قول أبي يوسف رحمه الله وحده ، له أن في المثنى معنى الاجتماع وهي منبئة عنه ، ولهما أن الجمع الصحيح إنما هو الثلاث ; لأنه جمع تسمية ومعنى ، والجماعة شرط على حدة ، وكذا الإمام فلا يعتبر منهم .


حديث في الاكتفاء في الجمعة بثلاث : أخرجه الدارقطني في " سننه " عن معاوية بن سعيد التجيبي [ ص: 238 ] والوليد بن محمد . والحكم بن عبد الله بن سعد ، قالوا : حدثنا الزهري عن أم عبد الله الدوسية ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { الجمعة واجبة على أهل كل قرية ، وإن لم يكونوا إلا ثلاثة ، ورابعهم إمامهم } . انتهى .

وقال : هؤلاء متروكون ، وكل من روى هذا عن الزهري متروك ، ولا يصح هذا عن الزهري ، ولا يصح سماع الزهري من الدوسية . انتهى .

وقال عبد الحق في " أحكامه " : لا يصح في عدد الجمعة شيء . انتهى .

حديث الاثنان فما فوقهما جماعة : رواه ابن ماجه أخبرنا هشام بن عمار عن الربيع بن بدر عليلة عن أبيه عن جده عمرو بن جراد عن أبي موسى الأشعري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الاثنان فما فوقهما جماعة }. انتهى .

ورواه الحاكم . والبيهقي والعقيلي ، وأخرجه البيهقي عن أنس ، وأخرجه الدارقطني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، ورواه ابن عدي من حديث الحكم بن عمير ، وكلها ضعيفة .

أحاديث الخصوم : أخرج أبو داود عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، أن أباه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ، ترحم لأسعد بن زرارة ، قال : فقلت له ، فقال : لأنه أول من جمع بنا في نقيع الخضمات ، قلت : كم كنتم يومئذ ؟ قال : أربعين . انتهى .

وفيه محمد بن إسحاق ، وهو مدلس ، وقد عنعن ، لكن رواه البيهقي ، فصرح فيه بالتحديث ، قال البيهقي : وهذا حديث حسن الإسناد صحيح ، فإن ابن إسحاق ، إذا ذكر سماعه ، وكان الراوي عنه ثقة استقام الإسناد ، وأما قول الحاكم : إنه على شرط مسلم ، فمردود ; لأن مداره على ابن إسحاق ، ولم يخرج له مسلم إلا متابعة . انتهى . [ ص: 239 ] { حديث آخر } : أخرجه الدارقطني ، ثم البيهقي عن جابر ، قال : { مضت السنة أن في كل ثلاثة إماما ، وفي كل أربعين ، فصاعدا ، جمعة وأضحى وفطر }. قال البيهقي : هذا حديث لا يحتج به ، تفرد به عبد العزيز بن عبد الرحمن ، وهو ضعيف .

التالي السابق


الخدمات العلمية