نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
[ ص: 351 - 353 ] ( فإذا وضع في لحده ) ( يقول واضعه : باسم الله ، وعلى ملة رسول الله ) كذا قاله رسول الله حين وضع أبا دجانة رضي الله عنه في القبر .


الحديث الخامس عشر : قال المصنف رحمه الله : فإذا وضع في لحده ، يقول واضعه : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، كذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حين وضع أبا دجانة الأنصاري في القبر ، قلت : هكذا وقع في " " الهداية والمبسوط " ، وهو وهم ، فإن أبا دجانة الأنصاري توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة اليمامة ، وكانت في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ، في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، كذا ذكره ابن أبي خيثمة في " تاريخه " وروى الواقدي في " كتاب الردة " له : حدثني عبد العزيز بن أنس الصفري عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد ، قال : كان مسيلمة الكذاب رجلا من اليمامة من بني حنيفة ، وكان قد ادعى النبوة ، فذكر القصة بطولها ، إلى أن قال : وحدثني معاذ بن محمد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أم سعد بنت سعد بن الربيع ، قالت : رأيت نسيبة بنت كعب ، ويدها مقطوعة ، فقلت لها : متى قطعت يدك ؟ قالت : يوم اليمامة ، كنت مع الأنصار ، فانتهينا إلى حديقة ، فاقتتلوا عليها ساعة ، حتى قال أبو دجانة الأنصاري ، واسمه : سماك بن خرشة : احملوني على الترسة ، حتى تطرحوني عليهم ، فأشغلهم ، فحملوه على الترسة ، وألقوه فيهم ، فقاتلهم حتى قتلوه رحمه الله ، قالت : فدخلت ، وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب ، فعرض إلي رجل منهم ، فضربني ، فقطع يدي ، فوالله ما عرجت عليها ، ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولا ، وابني يمسح سيفه بثيابه ، فقلت له : أقتلته يا بني ؟ قال : نعم يا أماه ، فسجدت لله شكرا ، قال : وابنها ، هو : عبد الله بن زيد بن عاصم ، قال : وحدثني موسى بن بكر عن ابن أبي زينب ، قال : سألت سالم بن عبد الله ، كم قتل من المسلمين [ ص: 354 ] يوم اليمامة ؟ قال : ستمائة من المهاجرين والأنصار وغير ذلك ، ثم عقد " بابا في أسمائهم " ، وذكر منهم أبا دجانة الأنصاري سماك بن خرشة ، وقال : إنه شهد بدرا ، وفي " معجم الطبراني في ترجمة أبي دجانة " أسند عن محمد بن إسحاق ، قال في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار : أبو دجانة سماك بن خرشة . انتهى .

والحديث روي من طرق : فروى ابن ماجه من حديث الحجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر ، قال : { كان النبي عليه السلام إذا دخل الميت القبر ، قال : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى وزاد الترمذي بلفظ : بسم الله ، وبالله ، وعلى ملة رسول الله ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه . انتهى .

ورواه أبو داود في " سننه " من حديث همام عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر نحوه ، بلفظ : بسم الله ، وعلى سنة رسول الله ، وبهذا الإسناد رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الثاني عشر ، من القسم الخامس ، والحاكم في " المستدرك " ، بلفظ : { إذا وضعتم موتاكم في قبورهم ، فاقرءوا لهم : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وهمام بن يحيى ثبت مأمون ، إذا أسند هذا الحديث لا يعلل بمن وقفه ، وقد وقفه شعبة انتهى ورواه البيهقي ، وقال : تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإسناد ، وهو ثقة ، إلا أن شعبة ، وهشاما الدستوائي روياه عن قتادة موقوفا على ابن عمر . انتهى وقال الدارقطني في الموقوف : هو المحفوظ ، قلت : قد رواه ابن حبان في " صحيحه " من حديث شعبة عن قتادة به مرفوعا ، { أن النبي عليه السلام كان إذا وضع الميت في قبره ، قال : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى وروى الطبراني في " معجمه الأوسط " حدثنا محمد بن أبان ثنا سوار بن سهل المخزومي ثنا سعيد بن عامر الضبعي عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الأول ، أعني لفظ الحاكم .

[ ص: 355 ] حديث آخر } : روى الطبراني في " معجمه " حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا علي بن بشر بن إسماعيل حدثني { عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه ، قال : قال لي أبي اللجلاج أبو خالد : يا بني إذا أنا مت فألحدني ، فإذا وضعتني في لحدي ، فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، ثم شن علي التراب شنا ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة ، وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك }. انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية