نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

صفحة جزء
( ومن احتقن أو استعط أو أقطر في أذنه ) ( أفطر ) لقوله صلى الله عليه وسلم { الفطر مما دخل }" ولوجود معنى الفطر ، وهو وصول ما فيه صلاح البدن إلى الجوف ( ولا كفارة عليه ) لانعدامه صورة ( ولو أقطر في أذنيه الماء أو دخلهما لا يفسد صومه ) لانعدام المعنى والصورة ، بخلاف ما إذا دخله الدهن


[ ص: 17 ] الحديث الخامس عشر : قال عليه السلام : { الفطر مما دخل }" ، قلت : رواه أبو يعلى الموصلي في " مسنده " حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن رزين البكري ، قال : حدثتنا مولاة لنا ، يقال لها : سلمى من بكر بن وائل أنها سمعت عائشة تقول : { دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا عائشة ، هل من كسرة ؟ فأتيته بقرص ، فوضعه في فيه ، وقال : يا عائشة هل دخل بطني منه شيء ؟ كذلك قبلة الصائم ، إنما الإفطار مما دخل ، وليس مما خرج }انتهى .

ووقفه عبد الرزاق في " مصنفه " على ابن مسعود . فقال : أخبرنا الثوري عن وائل بن داود عن أبي هريرة عن عبد الله بن مسعود ، قال : إنما الوضوء مما خرج ، وليس مما دخل ، والفطر في الصوم مما دخل وليس مما خرج انتهى .

ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في " معجمه " ، ووقفه ابن أبي شيبة في " مصنفه " [ ص: 18 ] على ابن عباس ، فقال : حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس ، قال : الفطر مما دخل ، وليس مما خرج انتهى .

وكذلك رواه البيهقي ، قال : وروي أيضا من قول علي ، وروي عن النبي عليه السلام ، ولا يثبت انتهى . وذكره البخاري في " صحيحه " تعليقا ، فقال : وقال ابن عباس ، وعكرمة : الصوم مما دخل وليس مما خرج ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية