صفحة جزء
[ ص: 137 ] ( كتاب الوديعة )

وفيه مقدمة وأربعة أركان :

المقدمة . في اشتقاقه . وهي مأخوذة من : الودع ، وهو الترك ، ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وددت أن أخالف إلى بيوت أقوام فأضرم عليهم بيوتهم نارا لودعهم الجماعة ) أي لتركهم الجماعة ، ومنه قوله تعالى : ( ما ودعك ربك وما قلا ) أي ما ترك عادة إحسانه في الوحي إليك ، لأن المشركين ادعوا ذلك لما تأخر عنه الوحي ، ومن خصائص هذا المصدر أن العرب لم تستعمل فعله الماضي استغناء بـ ( ترك ) فتقول : ترك ، ولا يقولون : ودع إلا شاذا ، ولما كان المودع يترك ماله عندك سمي : وديعة ، وقيل : هي من الدعة وهي من السكون وخوض العيش ، لأن المال ساكن عند المودع ، والأول الصحيح لظهور الواو في أولها ، والواو في : ودع مخففة ، وهي فعيلة بمعنى مفعولة نحو قتيلة بمعنى مقتولة ، وجريحة بمعنى مجروحة ، لا من باب رحيمة بمعنى راحمة . ولا بمعنى عليمة بمعنى عالمة ، وفعيل أبدا شأنه : التردد بين فاعل ومفعول ، وإنما يتعلق أحدهما بخصوص المادة التي وقع الكلام فيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية