صفحة جزء
المسألة الرابعة

[ خطبة صلاة الكسوف ]

واختلفوا أيضا هل من شرطها الخطبة بعد الصلاة ؟ فذهب الشافعي إلى أن ذلك من شرطها . وذهب [ ص: 179 ] مالك وأبو حنيفة إلى أنه لا خطبة في صلاة الكسوف .

والسبب في اختلافهم : اختلافهم في العلة التي من أجلها خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس لما انصرف من صلاة الكسوف على ما في حديث عائشة وذلك أنها روت : " أنه لما انصرف من الصلاة وقد تجلت الشمس حمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته " الحديث . فزعم الشافعي أنه إنما خطب لأن من سنة هذه الصلاة الخطبة كالحال في صلاة العيدين والاستسقاء . وزعم بعض من قال بقول أولئك أن خطبة النبي - عليه الصلاة والسلام - إنما كانت يومئذ لأن الناس زعموا أن الشمس إنما كسفت لموت إبراهيم ابنه - عليه السلام - .

التالي السابق


الخدمات العلمية