الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا دانت لك الآفاق

إذا دانت لك الآفاق

إذا دانت لك الآفاق
إذا دانَتْ لَكَ الآفــاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنــاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمــلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْستْ دِرْهَماً في جَيْبِ بنطالِكْ

أَعِـدْ قَـدَمـي ..
لِكَيْ أمشي إلَيكَ مُعَزّياً فينا
فَحالـي صارَ مِن حالِكْ

أعِـدْ كَفّـي
لكـي أُلقـي أزاهيـري
علـى أزهـارِ آمالِكْ

أعِـدْ قَلبـي ..
لأقطِـفَ وَردَ جَـذوَتِهِ
وَأُوقدَ شَمعةً فـي صُبحكَ الحالِكْ

أَعِـدْ شَـفَتي ..
لَعَـلَّ الهَـولَ يُسـعِفُني
بأن أُعطيكَ تصويراً لأهوالِكْ

أَعِـدْ عَيْـني ..
لِكي أبكي على أرواحِ أطفالِكْ
أتَعْجَـبُ أنّنـي أبكـي ؟
نَعَـمْ .. أبكـي
لأنّـي لَم أكُـن يَـومـاً
غَليظَ القلبِ فَظّاً مِثلَ أمثالِكْ
وإن نزَلَتْ عَلَيْكَ اليومَ صاعِقـةٌ
فَقد عاشتْ جَميعُ الأرضِ أعواماً
وَمـازالـتْ
وَقـد تَبقـى
على أشفارِ زِلزالِكْ
وَكفُّـكَ أضرَمَتْ فـي قَلبِها ناراً
وَلم تَشْـعُرْ بِهـا إلاّ
وَقَـد نَشِـبَتْ بأذيالِكْ
وَلم تَفعَـلْ
سِـوى أن تَقلِبَ الدُّنيا على عَقِـبٍ
وَتُعْقِـبَها بتعديلٍ على رَدّاتِ أفعالِكْ
وَقَـد آلَيْـتَ أن تَـرمـي
بِنَظـرةِ رَيْبِـكَ الدُّنيـا
ولم تَنظُرْ، ولو عَرَضَاً، إلى آلكْ

أَتَعـرِفُ رَقْـمَ سِـروالٍ
على آلافِ أميـالٍ
وَتَجهَلُ أرْقَـماً في طيِّ سِروالِكْ ؟

أرى عَيْنَيكَ في حَـوَلٍ ..
فَـذلِكَ لـو رمـى هـذا
تَرى هـذا وتَعْجَبُ لاسـتغاثَتـهِ
ولكنْ لا ترى ما قد جَنى ذلِكْ

أرى كَفَّيْـكَ في جَـدَلٍ ..
فواحِدَةٌ تزُفُّ الشَّمسَ غائِبَةً
إلـى الأعمـى
وواحِدَةٌ تُغَطِّي الشَّمسَ طالِعةً بِغِربالِكْ
وَمـا في الأمـرِ أُحجِيَـةٌ
وَلكِنَّ العَجائِبَ كُلَّها مِن صُنْعِ مِكيالِكْ

بِفَضْـلِكَ أسـفَرَ الإرهـابُ
نَسّـاجاً بِمِنـوالِكْ
وَمُعتاشـاً بأمـوالِكْ
وَمَحْمِيّـاً بأبطالِكْ
فَهل عَجَـبٌ
إذا وافاكَ هـذا اليـومَ مُمْتَنّـاً
لِيُـرجِعَ بَعضَ أفضـالِكْ ؟!
(وَكَفُّكَ أبدَعَتْ تِمثـالَ (ميدوزا
وتدري جَيّداً أنَّ الّذي يَرنو لهُ هالِكْ
فكيفَ طَمِعتَ أن تَنجو
وَقَـد حَدَّقتَ في أحداقِ تِمثالِكْ ؟‍‍
خَـرابُ الوضـعِ مُختَصَـرٌ
بِمَيْـلِ ذِراعِ مِكيـالِكْ
فَعَـدِّلْ وَضْـعَ مِكيالِكْ
ولا تُسـرِفْ
وإلاّ سَـوفَ تأتي كلُّ بَلبَلةٍ
بِمـا لَم يأتِ فـي بالِكْ

إذا دانَتْ لَكَ الآفـاقُ
أو ذَلَّـتْ لَكَ الأعنـاقُ
فاذكُـرْ أيُّهـا العِمـلاقُ
أنَّ الأرضَ لَيْستْ دِرْهَماً في جَيْبِ بِنطالِكْ
وَلَو ذَلَّلتَ ظَهْـرَ الفِيلِ تَذليـلاً
فَـإنَّ بَعوضَةً تَكفي .. لإذلالِكْ
...........

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة



الأكثر مشاهدة اليوم

خواطـر دعوية

المواساة خلق أهل المروءة

"المواساة" خلق نبيل، من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي دعا إليها الإسلام، وهو من أخلاق المؤمنين، وجميل...المزيد