الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشومسكي: لماذا يكرهون أمريكا؟

تشومسكي: لماذا يكرهون أمريكا؟

تشومسكي: لماذا يكرهون أمريكا؟

هل تعرف قارئي العزيز المفكر الأمريكي اليهودي الشهير نعوم تشومسكي (Avram Noam Chomsky) ؟

إنه أستاذ جامعي في اللغويات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا مدى الحياة. وهو صاحب نظرية النحو التوليدي التي كثيرا ما تعتبر أهم إسهام في مجال اللغويات النظرية في القرن العشرين. ويعود إليه كذلك فضل تأسيس ما أصبح يعرف بتراتب شومسكي، وهو تصنيف للغات الرسمية حسب قدرتها التوليدية.

وبالإضافة إلى عمله في اللغويات، فإن شومسكي معروف على نطاق واسع كناشط سياسي، وبنقده للسياسة الخارجية للولايات المتحدة والحكومات الأخرى.

ويصف شومسكي نفسه بأنه اشتراكي تحرري، ومتعاطف مع التضامنية اللا سلطوية (وهو عضو في نقابة عمال العالم الصناعيين) وكثيرا ما يعتبر منظرا رئيسيا للجناح اليساري في السياسة الأمريكية..

وحسب فهرس مراجع الفنون والإنسانيات، بين 1980 و 1992 ذكر اسم شومسكي كمرجع أكثر من أي شخص آخر حي، وكثامن شخص على الإطلاق..

يقول شومسكي في مقال نشرته صحيفة الغارديان اللندنية - والعهدة على ميدل إيست:ـ "إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أحدثت هزة كبيرة في مستوى وعي الأمريكيين، ودفعتهم باتجاه الاقتراب أكثر من متابعة سياسات حكومة الولايات المتحدة في العالم، ورصد أثرها على أوضاعهم الداخلية.

وتساءل شومسكي عن سؤال لماذا يكرهوننا؟
يقول: إن سؤال لماذا يكرهوننا لم يطرحه الرئيس جورج بوش، بل طرحه - منذ 44 سنة خلت - الرئيس الأمريكي أيزنهاور مع معاونيه، عندما تساءل عن سبب حملة كراهية الشعوب العربية للولايات المتحدة.

وقد وجد الرئيس آنذاك الإجابة من مجلسه للأمن القومي، الذي أخبره بأن معارضة الولايات المتحدة الأمريكية للتقدم الاقتصادي للدول العربية حماية للمصالح الاقتصادية هو السبب.

وقد أكد استطلاع أجري بعد الحادي عشر من سبتمبر أن نفس الأسباب هي التي تقف وراء الكراهية للولايات المتحدة.

وقال شومسكي: اليوم أسأنا لأنفسنا جدا عندما اخترنا أن نعتقد أنهم يكرهوننا ويكرهون حرياتنا. لكن الأمر على العكس من ذلك تماما، إن هذه المواقف لأناس يحبون أمريكا، ويعجبون بأشياء كثيرة فيها، ومنها الحريات.
إن ما يكرهه هؤلاء في أمريكا هي سياساتها الرسمية، التي تحرمهم من الحرية التي هم أيضا يتطلعون إليها.

إن علينا أن نعي أن الكثير من الناس في العالم يعتبروننا نظاما إرهابيا؛ ففي السنوات الأخيرة قامت الولايات المتحدة الأمريكية أو دعمت عمليات عسكرية في كولومبيا، ونيكاراغوا، والسودان وتركيا.

وقال شومسكي: إن حملة الكراهية في العالم العربي ضد الولايات المتحدة الأمريكية زادت من تأجيجها سياسات أمريكا تجاه المسألة الفلسطينية - الإسرائيلية، والعراق. إن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ 35 سنة.

وحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال شومسكي: إن الطريق الوحيد أمام الولايات المتحدة لتهدئة الصراع في المنطقة هو أن تتوقف عن رفضها للانضمام للإجماع الدولي المنادي بحق كل الدول في المنطقة بأن تعيش في أمن وسلام، بما فيها دولة فلسطينية على أرضها المحتلة، مع شيء من التعديل الطفيف في الحدود المشتركة!!.

ونحن نقول: شكرا بروفسور تشومسكي!!

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة