الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدكتور زغلول النجار في ذمة الله

الدكتور زغلول النجار في ذمة الله

الدكتور زغلول النجار في ذمة الله

توفي الدكتور زغلول النجار يوم الأحد 9 نوفمبر 2025، عن 92 عامًا في الأردن ودفن بها، بعد رحلة عطاء كبيرة امتدت لعقود طويلة في خدمة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، ولا شك أن رحيله خسارة للأمة، لكن أثره باقٍ بما تركه من مؤلفات ومحاضرات وندوات، مزج فيها بين لغة العلم ودقة البيان القرآني، بأسلوب جمع بين الإقناع العقلي والتأثير الروحي.

والدكتور زغلول النجار رحمه الله من أبرز رواد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن الشخصيات المؤثرة التي ساهمت في ترسيخ الإيمان في القلوب وتعميق الوعي في العقول من خلال منهجه في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث جمع بين التخصص الدقيق في علوم الجيولوجيا والمعرفة الواسعة بعلوم الوحي، فكان مثالا للعالم الذي سخّر علمه في خدمة الدين، وربط بين حقائق الكون وآيات القرآن الكريم بأسلوب علمي مؤثر.

ترك الدكتور زغلول النجار بصمته في عقول أجيال من الباحثين والطلاب، وفي وجدان كل من استمع إلى دروسه ومحاضراته التي امتدت لأكثر من 60 عاما جمعت بين العلم والإيمان، وفي الدفاع عن رسالة الإسلام في المحافل الأكاديمية والإعلامية.

وقد وضع أسسا واضحة وضوابط محكمة للإعجاز العلمي، فميز بين الحقائق والنظريات، مؤكدا أن القرآن كتاب هداية لا كتاب علوم، وأن مهمة الباحث هي إظهار ما يوافق الحقائق لا لي أعناق النصوص.

وقد نال تقديراً واسعاً من المؤسسات العلمية والدينية لما قدّمه من إسهاماتٍ في مجالي البحث العلمي والإعجاز القرآني.

بطاقة تعريف

- الاسم: زغلول راغب محمد النجار

- ولد عام 1933، في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية، وحفظ القرآن الكريم قبل سن العاشرة في أحد الكتاتيب، ثم انتقل النجار للعيش في القاهرة مع والده الذي كان يعمل معلماً في عام 1945، وبدأ هناك دراسة المرحلة الثانوية من التعليم الأساسي في مدرسة شبرا الثانوية.

- - التحق بكلية العلوم في جامعة القاهرة عام 1951 حيث درس الجيولوجيا، وتخرج منها عام 1955 حاصلاً على درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علوم الأرض، وحصل على جائزة الدكتور مصطفى بركة في علوم الأرض كأول الحاصلين عليها بعد التخرج.

- - شق طريقه العلمي في الخارج، فحصل على الدكتوراه من جامعة ويلز عام 1963، ثم زمالتها وعدد من المنح والجوائز العلمي

- تدرج بعدها في الجامعات العربية والعالمية (عين شمس، الرياض، الكويت، قطر، الملك فهد للبترول، ويلز، كاليفورنيا)، حتى شغل رئاسة أقسام الجيولوجيا وأسس بعضها، وأشرف على أكثر من 35 رسالة ماجستير ودكتورا

- امتد عطاؤه الدعوي من كندا إلى أستراليا، ومن أميركا إلى جنوب أفريقيا، خطيبا ومحاضرا في الإعجاز العلمي.

- أسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ورأس لجنة الإعجاز العلمي بالأزهر الشريف.

- حصد النجار جوائز عديدة، منها:

- جائزة التوجيهية من وزارة التربية والتعليم المصرية (1951، أول الحاصلين).

- جائزة بركة لعلوم الأرض، جامعة القاهرة (1955، أول الحاصلين).

- درجة زمالة جامعة ويلز (1963).

- جائزة روبرتسون للأبحاث بعد الدكتوراه (1963-1967).

- جائزة أفضل البحوث في مؤتمر البترول العربي (1970-1972).

- جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم (اختيار كشخصية العام الإسلامي 1427 هـ).

مؤلفاته:
ساهم الدكتور زغلول النجار بإنجاز أكثر من 150 بحثًا علميًا و45 كتابًا، وأثرى الإعلام الإسلامي بمحاضراته وبرامجه، التي تركز على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم. ومن أبرز مؤلفاته:

- تفسير الآيات الكونية في القرآن الكريم (4 أجزاء).

- الإعجاز العلمي في السنة النبوية.

- الأرض في القرآن الكريم

- السماء في القرآن الكريم.

- الحيوان في القرآن الكريم.

- الإنسان من الميلاد إلى البعث في القرآن الكريم.

- علوم الأرض في الحضارة الإسلامية.

- قضية الإعجاز العلمي للقرآن وضوابط التعامل معها.

- مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

- الحضارة الإسلامية وأثرها في النهضة العلمية المعاصرة.

رحم الله الدكتور زغلول النجار رحمة واسعة وأكرم نزله ورفع مقامه.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة