الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
لم يعد الإسلام غريبا في بلاد الاغتراب ، هذه البلاد التي لم تعر ف الإسلام إلا في القرن الماضي ، ففي كل يوم يدخل أناس جدد دين الله تبارك وتعالى ، وبالرغم من أن الصورة النمطية للإسلام في الغرب تم تشويهها من قبل وسائل الإعلام الغربية، التي عملت جاهدة لرسم صورة نمطية محددة للإسلام والمسلمين مقرونة ـ ظلما وبهتانا ـ بالإرهاب والقسوة والشر، إلا أن الإسلام هو الدين الذي لأصبح يقبل عليه الغربيون زمرًا وفرادى ، بحثا عن السلام النفسي والطمأنينة وملء الفراغ الروحي. ويعتبر الإسلام في الغرب أكثر الأديان انتشارًا خلال العقود الثلاثة الأخيرة .
ويرجع بعض علماء النفس والاجتماع الغربيين هذه الظاهرة - بعيدًا عن الأسباب الروحية - إلى جملة لأسباب بالنسبة لاعتناق الغربيين للإسلام بهذه الأعداد المتزايدة ، منها عدم الاستقرار المالي ، والقلق الوظيفي ، وتفكك الأسرة نتيجة للضغوط المادية ، والإحساس بعدم الأمان والطمأنينة. كل هذه الأسباب وغيرها جعلت هؤلاء الغربيين يشعرون بضرورة الانفكاك من عالم الماديات باللجوء إلى عالم الروحانيات ؛ بحثًا عن الحقيقة والسلام النفسي، فلجأوا إلى الإسلام باعتباره يمثل مخرجًا حقيقيا لهم من هذه الدوامة العاصفة بعد دراسة متأنية لغيره من الأديان والمذاهب الفكرية.
لقد قامت المؤسسة الإسلامية في بريطانيا بإنشاء مركزًا خاصًا لرعاية وحضانة المسلمين الجدد حيث التقت جريدة الشرق الأوسط اللندنية ببعض هؤلاء المسلمين الجدد الذين تحدثوا عن طرق دخولهم في دين الله بشك مفصل،
وحول سؤال الكثير في الغرب عن ما يدفع هذه الأعداد المتزايدة إلى اعتناق الإسلام والدخول في دين الله أفواجا، على الرغم من تشويه صورة الإسلام والمسلمين في وسائل إعلامهم بصورة منتظمة ، تقول كاثلين روشي ـ ناجي (اسمها العائلي مكون من جزء إيرلندي وجزء مصري) وهي من هؤلاء السيدات الغربيات اللاتي اعتنقن الإسلام ، عن رحلتها الإيمانية : " لقد قابلت بعض المسلمات في مقر المؤسسة الإسلامية في " ماركفيلد " بالقرب من مدينة " ليستر " بوسط إنجلترا . وكنا يحضرن إلى هناك للاشتراك في برنامج مخصص للمسلمات الجدد . ومن هنا كانت بداية هدايتي إلى الإسلام " .
وتقول " بتول التوما " ، وهي إيرلندية ، كان إسمها قبل إسلامها ماري، وترتدي الآن الحجاب : إن معظم المسلمات الجدد في منطقة ماركفيلد تتراوح أعمارهن بين 35 و55 عاما واللاتي شعرن بتردي أحوال المجتمع من حولهن ، فبحثن عن طريق أحسن للخلاص .
لا توجد احصاءات رسمية لعدد البريطانيين الذين اعتنقوا الإسلام أخيرا ؛ وذلك لأن الحكومة البريطانية لا تذكر في جداول إحصاءاتها خانة لبيان الدين ، وجعلت ذلك في الإحصاء الأخير الذي جرى في 29 /4 /2001 جعلت ذكر الدين في خانة منفصلة تطوعيًا وليس إجباريًا ، ولكن معظم الذين اهتدوا للإسلام اهتدوا بعد دراسة الفن الإسلامي ، أو المعمار ، أو اللغات ، أو بعد زيارة دولة إسلامية أو حتى عن طريق لقاء بعض المسلمين ، إضافة إلى عدد قليل اهتدى إلى الإسلام منهم عن طريق الزواج .
ويلاحظ أن عددًا كبيرًا من المسلمات الجدد في بريطانيا يجمع بينهن شيء واحد ، وهو أنهن كنَّ قبل إسلامهن مسيحيات من الطائفة الكاثوليكية .
وتقول " كاثلين روشي " - ناجي: " لقد نشأت في أسرة كاثوليكية محافظة وتربيت على ذلك وتعلمت أن اأي دين آخر غريب ". وأضافت : " لكن اليوم ممارستي لشعائر ديني الإسلام لا تختلف كثيرًا عما كانت عليه في الكاثوليكية ". وًضافت : إن الإسلام يشترك في كثير من القيم مع الكاثوليكية ، وإن كثيرًا من الذين كانت لهم خلفية كاثوليكية اتجهوا إلى الإسلام بسبب عدم ارتياحهم من التغييرات التي أحدثها مجلس الفاتيكان الثاني بخصوص التحول من اللاتينية إلى العامية التي اعتبرت بمثابة الثورة في تفاعل الكنيسة مع العالم الحديث .
وقالت بتول التوما : إن تعاليم الكنيسة بدأت تتغير ، بينما الأديان يجب ألا تتغير وفقا لأهواء الأتباع . إذا أنزل الله دينًا فيجب علينا ألا نغيره ليناسبنا . فالذين لم يرضوا عن هذا الإتجاه اهتدوا إلى الإسلام .
وقالت بتول : " إن الأقارب والأهل بالنسبة للذين اهتدوا إلى الإسلام قد يشعرون بأنهم ربما يكونون السبب في هذا التحول . فيتساءلون قائلين : لماذا لا تكون الكاثوليكية كافية لكَ أو لكِ ؟!
لكن في حالة لأمي فإنها تستطيع أن ترى طريقة حياتنا وطريقة تربيتنا لأطفالنا بعد اهتدائي إلى الإسلام ، وهي تقر كل ذلك ، لأن هذه كانت الطريقة التي حاولت هي ووالدي تربيتنا بها ".
وأضافت: "إن رد الفعل من خارج الأسرة قد يكون أكبر مشكلة بالنسبة للمسلمين الجدد ، خاصة المسلمات الجدد اللائي يرتدين الحجاب . ويأتي العداء من الزملاء والزميلات البيض على شكل أسئلة عنيفة مثل لماذا ترتدين هذه الخرقة القديمة على رأسك ؟! كما أن بعض المسلمات الآسيويات يتساءلن في استغراب قائلات : "من يحسبن أنفسهن هؤلاء النسوة البيض اللاتي يرتدين الحجاب ؟!".
إن ارتداء الحجاب بالنسبة لمسلمة الجديدة أول تجربة لها وأقصى امتحان ينبغي عليها تجاوزه بنجاح ، وأشارت بتول إلى انه قد يكون للحجاب أفضلية في بريطانيا ، وتتذكر هنا حادثة مرت بها مرة ، إذ أنها كانت أمام نقطة تفتيش أمني في إيرلندا ، فعلى الرغم من أنه كان في السيارة شخصان مسلمان في المقعد الخلفي ، فإن الشرطي اعتقد أنها من الراهبات المحليات فسمح لها بالمرور فورًا. ولكن الأغلبية من مواطنيها لم يستطيعوا استيعاب فكرة مسلم أبيض أو مسلمة بيضاء .
وقالت: إنه بمجرد أن تضع المسلمة البيضاء الحجاب على رأسها يبدأ الناس في بريطانيا في التحدث عنها وكأنها صماء أو غبية. وأنهم يعاملونها كأنها أجنبية" .
وقالت " سارة باركر " : أنه من الغريب أن يعامل البريطانيون مواطنيهم معاملة الأجانب لمجرد ارتدائهم الحجاب. وأضافت : " إن الشرطي يطلب رؤية جواز سفرك ، ولكن إذا كنت سافرة الرأس وتلبسين فستانا قصيرًا سوف لا تتعرضين لمشكلة" .
وتذهب سارة إلى أن جذور الاستجابة لكل هذا ، هو الفهم الغربي الخاطئ والرؤية الغربية الخاطئة عن الإسلام ، بأنه يمثل التطرف السياسي ، والديني ، والوحشية . ولكن هذه الرؤية الخاطئة للإسلام لم يعرفها المسلمون البيض الجدد ، إذ أنهم عرفوا في الإسلام دين السماحة والطهر والخلاص .
وقالت كاثلين : "إنه من صنع خيال وسائل الإعلام الغربية أن الإسلام يقمع النساء، ولكن على كل حال ليست في المنطقة التي أعيش فيها في جريمسبي ". وتثق كاثلين بأن ذلك حقيقة بالنسبة لابنتيها أيضًا ، وهما المسلمتان الوحيدتان في مدرستهما . ولا ترى كاثلين أي تناقض في إصرارها على أن ابنتيها عندما تتزوجان يجب أن تتزوجا مسلمين ، بينما الشريعة الإسلامية تسمح لأبنها الزواج من غير المسلمات.
إن الدفاع المستمر عن الإسلام من قبل المسلمين الجدد ، هو أنه من الضروري الفصل بين تعاليم الإسلام وتقاليد وثقافات شبه القارة الهندية التي تشكل تصرفات معظم المسلمين البريطانيين .
وقالت سارة : " إنه في الخليج تغطي المرأة نفسها من رأسها إلى قدمها . وهذا لم يمنع النساء هناك من تلقي العلم في مؤسسات التعليم العالي . فالخليجيات متعلمات تعليمًا عاليًا ولا أحد في الغرب يريد أن يصدق ذلك . فالإسلام يحث الرجل والمرأة على العلم .
وقالت بتول التي كانت أول معرفة لها بالإسلام عن طريق مسلمات ماليزيات ، إنني أتفق أن الإسلام الذي اعتنقه يدعو إلى العلم والنشاط ، وأن الذين يفتقرون إلى الدراية بالإسلام يحتاجون إلى المزيد من الإقناع. وهناك الكثير من الحجج المقنعة لهم في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ".
وقالت كاثلين : " إن الاقلية المتشددة لا تمثل الإسلام. ولا يمكن القول أن المسلمين متطرفون ، ومن يقول هذا ، كما يقول إن الكاثوليك كلهم قاذفو قنابل الجيش الجمهوري الآيرلندي" . ولكن " سارة " تذهب أبعد من ذلك للإعتراف بقلق الغرب من الإسلام، قائلة : " إن المسلمين في حالة دفاع الآن ، لأنهم فقدوا الثقة في أنفسهم ويرجع ذلك جزئيًا للاستعمار. فمعظمهم لا يعرفون الإنجازات التي تحققت في مجالات الفلسفة والرياضيات والطب في الثقافة الإسلامية خلال العصور المظلمة في أوروبا".
وبعد فإن هناك مسافة بين الإسلام وفهم الغرب له ، حتى سارة التي اعتنقت الإسلام وأصبحت مسلمة قبل أربع سنوات فقط ، تقر بأنها ما زالت بعيدة . فسارة التي تحولت في هذه الفترة من الرؤية التي كانت تشارك بها مجتمعها العلماني إلى رؤية فهم الإسلام أحدثت اضطرابات عنيفة في نفسها، تقول إن الغرب يرى في القانون الإسلامي (الشريعة الإسلامية) قطع الرقاب والضرب وهذا يحتاج إلى مراجعة لمعرفة حقيقة الشريعة الإسلامية أنه إذا نظرت إلى الوراء ، إلى الزمن الذي كانت فيه الثقافة الإسلامية مهيمنة تجد أن الشريعة كانت متقدمة . فجوهر القانون الإسلامي هو تعزيز القيم وجعل الأفراد يعيشون في أمن وسلام ، وأضافت سارة : إن الإسلام منحها الحرية ، وحررها من الضغوط النفسية التي كانت تعاني منها قبل معرفة الإسلام واعتناقه ، وأن الإسلام غير رؤيتها للعالم.
وقالت " كاثلين " : الإسلام اعطاني السلام، فأصبحت بعد اعتناقي للإسلام أعيش في سلام مع نفسي.
وتصف كاثلين اسلامها بأنه منحها السلام والرضا والقناعة، وتقول: "عندما أصبحت مسلمة شعرت وكأنني أقود سيارة وسط امطار غزيرة ومستمرة، فكان الإسلام بمثابة الممسحة التي تزيل المطر عن زجاج السيارة".
وأضافت: إنها شعرت أن قدرًا من هذا الشعور انتاب أمها قبل وفاتها ، إذ أن أمها كانت عندما تراها مرتدية الحجاب ، تقول لها إخلعيه . وقالت : كنت أحسبها لن تتصالح مع الحجاب ، ولكن عند وفاتها كنت أنا وشقيقتي بالقرب منها وكانت شقيقتي ترتدي فستانا قصيرًا ، فالتفتت أمي إلى شقيقتي وقالت لها : "لماذا لا تلبسين لباسا لائقا مثل كاثلين ". وهذا كان بمثابة نوع من التصالح بين أمي والحجاب . وهناك مشوار طويل لا بد من مشيه حتى يصل المجتمع البريطاني إلى ما وصلت إليه أمي مع الحجاب .
إن الآلاف من البريطانيات يعتنقن الإسلام ويصبحن مسلمات سنويًا ، في اتجاه يحير الحركات النسائية في بريطانيا ويسبب قلقًا لدى الدوائر المسيحية . إذ يقدر أن أكثر من 10 آلاف امرأة بريطانية اهتدت إلى الإسلام خلال العقد الماضي . ومعظم هؤلاء النسوة البريطانيات من العازبات المتعلمات . ومنهن طبيبات ومحاضرات جامعيات ومحاميات اعتنقن الإسلام الدين الذي يصفه الغرب - زورا وبهتانا - بأنه يقمع النساء .
فقصة "مويرا نيكولمين " التي نشأت في أسرة إيرلندية كاثوليكية محافظة خير دليل على ذلك حيث تقول : ذهبت في يوم واحد إلى ركن النقاش في الهايد بارك كورنر بلندن ، ودخلت في نقاش ديني مع مجموعة من المسلمين ، فعدت إلى منزلي وبدأت أراجع نفسي في كثير من الأمور بعد أن تعرفت على الدين الإسلامي وشعرت بأنه يشكل لي طريق الخلاص النفسي ويمنحني الأمن والطمأنينة فاقتنعت به واعتنقته .
وكان قرار إبلاغ أسرتها في كورك صعبا للغاية، لكن نيكولمين التي تشبه الجيل الجديد من المسلمات ليست نادمة على إسلامها أو خائفة من إعلانه. وتقول : إنني أحب الأمان والقيم الأخلاقية الموجودة في الإسلام . والمرء يعرف أين يقف بالضبط وما هي حقوقه في الإسلام ، بينما في الكاثوليكية هناك مشاكل عديدة في التعامل مع الحقيقة ، من ذلك أنك لا تستطيعين ممارسة الجنس قبل الزواج ، لكن الأمر في الإسلام بسيط جدًا وهو ألا تختلط المرأة بالرجل الذي ليس هو زوجها.
وإن التحديد الواضح في العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام يعني إنه ليس هناك معركة بين الجنسين ، فكل جنس في الإسلام يعرف ما عليه من واجبات وحقوق" .
وقالت نيكولمين التي تزوجت من رجل مسلم عن طريق وكالة لعقد زيجات إسلامية ، إن الزوج عليه مسؤولية الأنفاق على زوجته وحمايتها . وفي الحقيقة إنني أعجبت بتحديد مسؤوليات كل من الزوج والزوجة في ظل الإسلام . وإنها علاقة تخلق نوعا من التجانس بين الزوجين.
وقال مشوق بن علي مدير المركز : " إن ازدياد العلمنة في الكنائس البريطانية يبدو أنه ساهم في تخلي الناس عنها وتوجه البعض إلى الإسلام . وأنه من المدهش أن المسلمات الجدد البريطانيات جئن من صاحبات المهن ومن الطبقة الوسطى ، خاصة لو نظرنا إلى هذا التوجه في ضوء الحركات النسائية الداعية إلى تحرير المرأة من الرجل ، والمطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل ، كما أن هذه الحركات النسائية الناشطة لديها صورة سلبية عن الإسلام في الغرب ".
وتقدر بعض الإحصاءات غير الرسمية عدد المسلمات البريطانيات الجدد بأكثر من عشرين ألف امرأة بريطانية أصبحن مسلمات خلال السنوات الماضية وإن معظم هؤلاء المسلمات البريطانيات الجدد متعلمات ومن الطبقة الوسطى في المجتمع البريطاني .
وأوضحت رقية مقصود رئيسة قسم الدراسات الإسلامية في مدرسة ثانوية للبنين في مدينة هل البريطانية ، إنها نشأت في مدينة كنت بجنوب إنجلترا وكان إسمها روزلين روشبروك ووالدها كان رجل أعمال صغير . ودرست في جامعة هل قبل زواجها من الشاعر جورج كيندريك وأنجبت منه طفلين ثم تطلقا بعد زواج دام (23 ) عاماً . ثم أصبحت مسلمة وتزوجت من وارث الباكستاني المسلم .
وأضافت رقية إن والديها لم يكونا متدينين ، ولكنهما أرسلاها إلى مدرسة كنسية من مدارس الأحد ليبعداها عن التصرفات الخاصة بتعليمها القيم والمبادئ المسيحية وحتى تكون ذات صلة وثيقة بالدين المسيحي، وتسترسل قائلة : كانت حصة التعليم الديني في المدرسة من الحصص المفضلة لديها وإنها حصلت على شهادة جامعية في علم الدين من جامعة هل .
وقالت رقية : " كانت لي علاقات بريئة مع الأولاد في المدرسة . ولكن عندما دخلت الجامعة أصبحت متهورة قليلاً أشرب الخمر وأدخن وأذهب إلى الحفلات الراقصة . ولي أصدقاء من الرجال ولي عشاق منهم . وعندما تخرجت تزوجت جورج الذي كان زميلي في الدراسة وظللنا متزوجين لمدة (23) عاماً ، ورغم إننا كنا نعيش معاً فلم يكن زواجنا سعيداً . وأخيراً أدركنا أننا لن نسعد بعضنا بعضاً ، فعليه قررنا الطلاق . ولكي أغطي سداد قيمة رهن العقار الشهري اضطررت إلى تأجير غرف في المنزل إلى الطلاب ، ومن بينهم بعض الطلبة المسلمين . وكنت دائماً أعرف عن الإسلام بحكم تدريسي لمادة التعليم الديني . ولكن للمرة الأولى أشاهد الممارسة العملية للإسلام من الطلبة المسلمين الذين استأجروا غرفة في منزلي . فأعجبت بهدوئهم والأمان الكامل الذي شعرته معهم فهم لا يسرقون ولا يعملون أي شيء مؤذٍ ".
وأضافت رقية : "إنني بالحديث معهم عرفت الكثير عن الإسلام ، وقيم الأسرة والنزاهة والشرف وأهمية كل ذلك بالنسبة لهم ، ويذكرونني بتصرفاتهم هذه ما كان عليه الناس في بريطانيا قبل (50 ) عاماً . وكل ما كان لي اتصال بالإسلام كنت أكثر إدراكاً واعتقاداً به . وأدركت أن الإسلام يدعم كل القيم التي علمها المسيح عليه السلام لأتباعه ويعترف به رسولاً عظيماً من الله تعالى ، وببساطة لا يعتقد الإسلام أن المسيح ابن الله ، بل هو رسول من الرسل كمحمد صلى الله عليه وسلم . وعندما كنت أذهب إلى الكنيسة ينتابني شعور بأن أصبح مسلمة . وفي النهاية أدركت أنه لا بد أن يكون لي موقف في هذه الحياة لتنظيم حياتي . وفي يوم من الأيام رأيت أنه لا يمكن حبس شعوري هذا لمدة أطول . فدعوت الطلبة المسلمين في منزلي إلى قاعة الجلوس وأعلنت أمامهم إسلامي بإعلان الشهادتين . وكان شعوراً غريباً ولكنه كان شعوراً جميلاً وبه أحسست أنني عدت إلى منزلي ".
وتواصل رقية حديثها عن إسلامها قائلة : "في اليوم التالي من إعلاني الإسلام ، كان عليّ أن أقلع عن شرب الخمر وأكل لحم الخنزير . وفي الحقيقة كان عليّ أن أغير قائمة تسوقي . اللحم لا بد أن يكون حلالاً وكان عليّ مراجعة مركبات بعض المواد الغذائية حتى لا يكون فيها أي شحوم أو زيوت حيوانية . كما كان عليّ أن أرتدي الحجاب والزي الطويل المحتشم . وكان عليّ أن أتخلص من ملابسي القديمة التي لا تتناسب وديني الجديد ، فتبرعت بها إلى منظمة أوكسفام الخيرية . ولم يكن لديّ مانع من لبس رداء يغطي حتى كاحلي ولكن من الصعب لإمرأة إنجليزية أن تضحي بشعرها . وكنت دائماً أعتني بشعري ، وذلك بالذهاب إلى محل تصفيف الشعر . ولكن مع الحجاب ليس هناك جدوى من ذلك . في الأول لم أكن مرتاحة مع الحجاب ، ولكن بدأت أتأقلم معه ووجدت في ارتدائه متعة . فالإسلام يعطي المرأة شعوراً بالأمان والحماية . ليس كالمجتمع الغربي ، فالمسلمون لا يضعون المرأة تحت ضغوط لتظهر مبهرجة في زيها ومكياجها، ولا يوجهون انتقادات إلى ملابسها طالما كانت محتشمة . ولم يكن لزاماً عليّ أن أغيّر اسمي بعد إسلامي . ولكن رغبة في التجديد اخترت إسم رقية لجماله . ووجدت أمي صعوبة في نطقه وظلت تناديني بـ روز . هي ووالدي في الأول اعتبراني خائنة للمسيح عليه السلام ، لكن الآن فهما أكثر عن الإسلام وسعيدان بإسلامي".
وقالت رقية : " كنت في رحلة إلى باكستان بغرض البحث ضمن مشروع كتاب كنت منهمكة في تأليفه ، التقيت وارث الرجل الذي أصبح في ما بعد زوجي . فعدت إلى بريطانيا ودعوت الله أن يكلل زواجي هذا بالنجاح . وكنا نتصل هاتفياً عن طريق مترجمين . وكان زواجنا في شهر رمضان الذي يعني عدم الأكل والشراب والتدخين والجماع طوال ساعات النهار وهو أمر صعب بالنسبة لعروسين . وتعلمت أنه سلوك مشين بالنسبة للمسلم الذي لا يرحب بالناس ويطعمهم مهما كانت تكلفة إطعامهم. وعندما كان يجيء بعض اللاجئين البوسنيين إلى هل إبان حرب البوسنة كان وارث يفترض إنني سأكون سعيدة باستضافة بعضهم في منزلنا . وكان ذلك مرهقاً لأن وارث لا يساعد في شؤون ترتيب المنزل لأنه مسؤوليتي . ولكن عليّ أن اقرّ بإعجابي بإستعداد المسلمين على مساعدة الناس في أوقات محنتهم ".
وأضافت رقية : " إن الزواج في الإسلام يستمر لأنه يرتب بين الناس ، ولا يعتمد على التوقعات الرومانسية في استمراره . قد لا تكون سعيداً "100 " في المائة بزواجك ، ولكن من واجبك أن تجعل هذا الزواج يستمر ، بينما في المجتمع الغربي خلاف صغير يعصف به . وفي بعض الأوقات أضجر من حياتي الجديدة وأشعر بأنني أريد أن أخرج إلى مطعم أو حتى إلى حانة ولكن أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأطرد مثل هذه الأفكار من رأسي . كوني أصبحت مسلمة أحدث تغييراً جذرياً في حياتي ومنحني كثيراً من السلام وأعطى حياتي معنى ومحتوى . وليس هناك أي تناقض بين كوني بريطانية وكوني مسلمة . وإنني أتوقع بعد (20 ) عاماً سيكون عدد البريطانيين المسلمين مماثلا لعدد المهاجرين المسلمين في بريطانيا. ولا أرى أنني بإسلامي رجعت إلى الوراء، بل أرى إنني نلت كامل حريتي ".
طريق الهداية
وتقول هدى خطاب مسلمة جديدة أخرى : نشأت في مدينة بلاكبول بإسم سامانثا ، إبنة لمراقب محطة نووية . اعتنقت الإسلام عندما كنت طالبة في الجامعة وتزوجت ناصر مهندس مدني سوري . وأنجبنا طفلين ، ونقيم في ميلتون كينز ، حيث لأعمل في كتابة كتب عن الإسلام . لم تكن عائلتي متدينة ، رغم ذلك أنا وإخوتي كنا نذهب إلى مدارس الأحد في مراحل تعليمنا الأولى . ونشأنا نشأة الأسر الإنجليزية في عائلة محترمة . وعندما كنت في الثانية عشرة حدث الطلاق بين والديّ فكان أثره سيئاً عليّ . وعلى الرغم من إنني كنت الأولى في فصلي ، فإنني لم أكن أجد متعة في المدرسة . وكان زملائي وزميلاتي في المدرسة يستأسدون عليّ ، لأنني كنت ضمن مجموعة كبيرة في الفصل الدراسي . وكان لي مجموعة صغيرة من الأصدقاء ، ولكن ليس في الحفلات والشرب والتدخين والمخدرات رغم إني حاولت شرب الخمر أيام الدراسة .
وأضافت : " كانت حياتي الاجتماعية ضمن نادي الشباب التابع للكنيسة . وكنت أذهب إلى الحفلات ولكن دون أن يكون لديّ عشيق . وأجلس مع الفتيات وأتبادل معهن الأحاديث . ولم أكن في الحقيقة فتاة خجولة وكنت فتاة تحب الخروج والمرح . ولكن كان عندي شعور فطري بأنه ليس سليماً أن يكون للفتاة مجموعة من العشاق . وكنت دائماً أشعر بأنه من الضروري أن أحافظ على عذريتي للزواج .
وقالت : لقد حصلت على درجات عالية فدخلت معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن لدراسة اللغة العربية. وفي هذه النقطة كانت فكرتي عن الإسلام مشوشة. ولكن بمجرد ان بدأت دراسة اللغة العربية وجدت نفسي منجذبة الى الطريقة الإسلامية. وكان أحد المشرفين على دراستي من المسلمين وبدأت التقي بمسلمين وأرى كيف يعيشون ، وأصبح لديّ انطباع جيد عن الإسلام . وشاهدت كيف تعيش العائلات المسلمة ، حتى عندما يكونون مشتتين في العالم ، وربما هذا كان مرده عدم استقرار أسرتي. كما إنني جُذبت بالطريقة الإسلامية في الحياة . وشدتني القيم الأخلاقية في النظام الإسلامي . وان تحريم الجنس قبل الزواج كان مريحاً لي نسبة لأنه أكد اعتقادي الشخصي أنه من الخطأ وجود علاقة جنسية قبل الزواج . ولكن الشيء الذي يعجبني اكثر في الإسلام هو الحجاب الذي ترتديه النساء المسلمات في حضور رجال غرباء . وبعد أن عانيت من محنة استئساد زملائي وزميلاتي عليّ في المدرسة في سن الطفولة ، أحب فكرة عدم التركيز على جسم المرأة .
وقالت هدى " إن الإسلام ينظر إلى جسد المرأة نظرة مختلفة عن نظرة الثقافة الغربية التي تشجع المرأة لتبدو مثيرة جنسيا ، وفي الوقت نفسه يتهمونها بأنها تثير الرجال لاغتصابها . بينما الحجاب يعطي إشارة واضحة، إن النساء لم يخلقن في هذه الحياة للتباهي بجمال أجسادهن. وبعد عطلة أول عيد الفصح بعد إسلامي وصلت إلى قناعة بأنني أعرف الكثير عن الإسلام ، ولكن في كل مرة أكتشف أنني أتعلم شيئًا جديدًا عن الإسلام . ولقد زرت مسجد ريجنت بارك في لندن (مسجد المركز الثقافي الإسلامي في لندن ) ، حيث التقيت بيوسف إسلام مغني موسيقى البوب السابق كات ستيفنس وامرأة أميركية اعتنقت الإسلام اللذين أمضيا وقتا طويلاً معي . وبعد شهرين من هذا اللقاء قررت إشهار إسلامي في المسجد أمام مجموعة من السيدات اللائي تعرفت عليهن هناك خلال ترددي على المسجد طوال الشهرين اللذين سبقا إشهار إسلامي .
وقد نطقت بالشهادتين وهما ببساطة قسم التحول إلى الإسلام. ودعيت بعدها إلى منزل إحداهن للاحتفال بمناسبة إشهار إسلامي، مما جعلني أشعر بترحابهن لي كمسلمة جديدة . وشعرت بشيء من الإنبهار ، ولكن في الوقت نفسه شعرت بالراحة . وكان شعوري مثل شعور المرء الذي عاد إلى منزله بعد طول غياب . وبعد أيام انتقلت إلى نزل نساء مسلمات ، حيث تعلمت كيف أعيش كامرأة مسلمة .
وأضافت هدى : " وجدت أن بعض الأشياء العملية في الإسلام أسهل من بعض الأشياء العملية الأخرى . فأداء الصلاة خمس مرات في اليوم لم يكن بالنسبة لي كمسلمة جديدة مشكلة ، ولكن لبس الحجاب الكامل أخذ مني ستة أشهر لكي أتعود عليه . ولقد كنت قلقة من تفكير الناس عني بالحجاب . ولكن تدريجيًا اكتسبت الثقة في نفسي وأصبحت الآن ملابسي (الحجاب) عادية بالنسبة لي . وغيرت إسمي إلى هدى الذي يعني الإرشاد والهداية، لأني شعرت أن حياتي بدأت من جديد بعد إسلامي . لكن أسرتي ما تزال تناديني بسام . وكان إسلامي صدمة بالنسبة لهم جميعا .
وافتكر والدي أن هذا كله عمل أجنبي دخيل علينا . وكان هناك شعور عام وسط أسرتي أن الإسلام أخذني بعيدا عنهم . وكانت أسرتي تعتقد لفترة طويلة أن هذه مرحلة من مراحل الحياة تمر بي ثم أعود إلى سابق عهدي ولكنهم تدريجيا بدأوا يتأقلمون مع إسلامي .
وقالت هدى : " اجتماعيا بدأت أعرف من أصدقائي الحقيقيين بعد إشهار إسلامي. بعض هؤلاء الأصدقاء كانوا مندهشين من إسلامي ولكنهم حافظوا على صداقتهم لي . والبعض الآخر ببساطة لم يكن مكترثا أو يريد أن يعرف . وتزوجت أثناء دراستي في الجامعة . وكنت أريد زواجًا مرتبًا على التقاليد الإسلامية ولكني أقلعت عن هذه الفكرة ، بعد إدراكي أن عددًا من المسلمين ينظرون إليّ كتأشيرة دخول أقاربهم إلى هذه البلاد . وأخيرًا شعرت بأنني جاهزة للزواج من مسلم وتحدثت في ذلك مع صديقة أثق فيها لتبحث لي عن زوج مسلم مناسب .
وعن طريق الأصدقاء هيأت لي لقاء مع ناصر وهو مهندس مدني سوري يعيش في بريطانيا . وكنت قلقة ومتوترة واعتنيت بنفسي لكي أبدو أنيقة وجميلة . وكانت تلك الأمسية بمثابة مقابلة مشتركة ، كنت أبحث عن شخص مسلم جيد يكون صديقي ويحثني فكريا لمعرفة المزيد عن الإسلام .
وانصرفنا بعد تلك المقابلة وكل منا يفكر في الآخر . وعرفت أنني أحببت ناصر وفي اليوم التالي سمعت انه أحبني . والتقينا بعدها عدة مرات ثم بعدها تمت خطبتنا . وفي خلال ستة أشهر تزوجنا . وأحسب أن مثل هذا الزواج يجعل كثيرًا من النساء الغربيات قلقات من الزواج دون أن تكون لهن ثمة علاقة جنسية مع شريكهن لضمان معرفة إمكانية استمرار هذا الزواج من عدمه . وكنت قلقة قبل الزواج من عدم حدوث ألفة بيني وبين زوجي ، على الرغم من أنني فتنت زوجي في أول لقاء ، لكن الزواج كان خطوة مشيناها معا . ومثل كل الزيجات مررنا بفترات مختلفة ولكن ساعدنا بعضنا بعضا في جعل زواجنا سعيدًا وجعل معظم أوقاته خاصة . كان زوجي وسيمًا ورقيقًا ولكن لم تكن هذه المواصفات في أجندتي . ما أظن كنت سأتزوج رجلاً بدينًا ، ولكن بالنسبة لي كان أكثر أهمية معرفة إذا كان زوجي سيكون صديقا لي .
لم يشاهدني ناصر دون ارتدائي للحجاب إلا بعد أن تزوجنا ، ولم اكن أعرف إذا كان يعرف بعض أوصافي . ولكن من حسن الحظ فإننا كنا دائما سعيدين للغاية . وككل عروس كان علي أن أعتاد على الطبيخ وإعداد الطعام لنا ولضيوفنا . ولم يكن ناصر يعرف شيئا عن الطبخ ، رغم أنه عرض علي بعض الأكلات السورية .
ونظمنا حياتنا بالطريقة التقليدية ، حيث يعمل هو دوامًا كاملاً وأعمل أنا دوامًا جزئيًا وأهتم بشؤون المنزل وسارت حياتنا على هذا المنوال كل واحد فينا يقدر دور الآخر . وبكل تأكيد كنت أود أن يغير ناصر حفاضات الطفل أكثر ، ولكن شقيقي مثله في هذا الخصوص .
وقال عبد الوكيل يونغ سويسري (الإسم السابق فرانسيس يونغ) أنه قبل ثماني سنوات اعتنق الإسلام بعد دراسة متأنية لفهم الإسلام شعر من خلالها أن الإسلام يلبي متطلباته الروحية ويملأ الفراغ الروحي الذي كان يعيشه من قبل رغم أنه كان مسيحيًا ملتزمًا . ويروي عبد الوكيل قصة إسلامه قائلا :
كانت بدايتي هي البحث عن حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى ولم أكن أفكر في أن أعتنق الإسلام بل درسته كدين ضمن دراساتي للأديان والمعتقدات الأخرى خلال بحثي عن حقيقة وجود الله تعالى . وأنه كان من المستغرب وقتذاك أن اعتنق الإسلام لالتزامي بالمسيحية.
وبدأت في المرحلة الأولى أكتب أفكاري عن الأديان الأخرى وموقفي منها بعد دراستها . وزرت بعض البلاد العربية في رحلات سياحية للتعرف على تلك البلدان والوقوف على عادات وتقاليد شعوبها كالجزائر والسودان وحرصت خلال تلك الزيارات على تعلم اللغة العربية .
وخلال زيارتي إلى الجزائر سئلت من قبل بعض الجزائريين عن رأيي في بعض المسائل الدينية المتعلقة بوجود الله تعالى والبعث وما إلى ذلك فأجبتهم بردود عن أسئلتهم فحسبوا أني مسلم ولكني قلت لهم أنني مسيحي .
ومن هنا كانت بداية تعمقي في دراسة الإسلام لفهمه فهمًا صحيحًا . ولم أكن أتصور أني سأكون مسلمًا في يوم من الأيام .
وأضاف عبد الوكيل : بعد ثلاث سنوات من دراسة الإسلام وصلت إلى قناعة بأن هذا هو الدين الذي يلبي احتياجاتي الروحية ويجيب على بعض تساؤلاتي حول وجود الله تعالى ووحدانيته والبعث واليوم الآخر وغير ذلك من التساؤلات الشائكة .
وبالطبع كان تفكيري أثناء دراسة الإسلام تفكيرًا غربيًا في طرح تساؤلات والبحث عن أجوبة لها من خلال هذا الدين كموقف الإسلام من حقوق الإنسان وموقفه من حرية المرأة وحقها في التعليم والعمل وما إلى ذلك .
وفي يوم من الأيام التقيت بشخص مسلم في جنيف كان يحدثني عن الإسلام فطرحت عليه عشرات الأسئلة التي تدور في خلدي عن مواقف الإسلام من بعض القضايا ، ولكنه لم يجب على أسئلتي إجابات مقنعة. ولكن كان قلبي قد امتلأ بالإيمان بالإسلام وبدأت أفكر في أنه من الضروري أن أبحث بنفسي عن هذه الإجابات في أصول الدين بقراءة متعمقة للقرآن الكريم وفهم دقيق لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي فبراير (شباط) عام 1991 قررت اعتناق الإسلام بعد قناعة تامة بأنه دين الحق والعدل والمساواة . وكان رد فعل أسرتي هادئا وكان والدي يحبني جدًا لذلك قبل إسلامي، ولكنه سألني لماذا أريد أن اصبح عربيًا فأفهمته أن الإسلام ليس قاصرًا على العرب بل هو دين الله لعباده في الأرض فهو بذلك دين لكافة البشرية . ولكن كان رد فعل أسرة زوجتي رافضًا في البداية لاعتناقي وزوجتي الإسلام . ومما زاد مشكلة اعتناقنا الإسلام أنا وزوجتي مع أسرتها أننا أنجبنا طفلتنا الأولى فكان من المفروض أن تولد مسيحية وتعمد في الكنيسة ولكننا رفضنا ذلك وقلنا إنها مسلمة ، مما زاد حدة الخلاف بيننا وبينهم وقتذاك . ولكن بعد ذلك سارت الأمور طبيعية عندما أدركوا إصرارنا على اعتناق الإسلام.