الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فعالية السبراليكس في علاج الرهاب والآثار السلبية.

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الرهاب الاجتماعي، وقد بدأت بتناول العلاجات منذ فترة طويلة، فمرة أتناول (الأنفرانيل)، ومرة أخرى (مودابكس)، ومرة ثالثة أعمل تشكيلة من الأدوية مثل: الأنفرانيل مع زاناكس مع تربتيزول.

وقد ذهبت إلى طبيب مشهور فكتب لي: (بروزاك) و(لاميكتال) و(أولانزابين) مع (زاناكس)، وقد استرحت نفسياً على هذا الدواء ولكنه سبب لي عسراً في المشي، وقد وجدت أن هذا من الآثار الجانبية للدواء فأوقفت هذا العلاج، وبعد قراءتي لاستشاراتك فأنا الآن على دواء السبراليكس، ولكني أشعر بعدم الرغبة في فعل أي شيء، فهل هذا من الآثار الجانبية للدواء أم من ماذا؟ وما العلاج؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وبالفعل تناولت أدوية معروف عنها أنها تساعد في علاج هذا الخوف الاجتماعي، وبعد أن ذهبت إلى الطبيب النفسي وصف لك البروزاك واللامكتال والأولانزبين مع الزناكس، وأقول لك: إن الأدوية التي كتبها الطبيب لك قد تستعمل في حالات الرهاب الاجتماعي، ولكنها أكثر استعمالاً في حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية وتقلب المزاج.

فإذن: هناك بعض المؤشرات التي تجعلني متردداً حيال دقة التشخيص، وسيكون من الأفضل أن تراجع الطبيب مرة أخرى، وتستفسر عن التشخيص، هذا مهم جدّاً، وأنا شخصياً لا أميل كثيراً لوصف أدوية كثيرة متعددة في نفس الوقت، فأعتقد أن الإنسان من خلال دواء أو دوائين سوف تتحسن أموره، والإكثار من الأدوية ربما يكون ذا آثار سلبية، لا أقول: خطورة، ولكن أقول: هذه الأدوية ربما تؤثر سلباً على بعضها، هذا ليس انتقاداً أو انتقاصاً لأي زميل أو لأي جهة طبية.

إذا كنتَ بالفعل تعاني من الرهاب الاجتماعي فالسبرالكس سوف يكون علاجاً جيداً، والسبرالكس لا يؤدي إلى عسر المزاج أو عدم الرغبة في فعل الأشياء، بل على العكس تماماً هو من الأدوية الجيدة والممتازة والتي تحسن المزاج وتحسن أيضاً من الدافعية.

هذا الأثر ليس من آثاره الجانبية، أي: فقدان للرغبة، وأنا أعتقد أن ذلك ربما يكون نتج لأنك كنت تتناول كميات كبيرة من الأدوية (البروزاك واللامكتال والأولانزبين)، وبعد التوقف عنها حدثت ردة فعل سلبية هي التي جعلتك تشعر بهذا الشعور السلبي، وما زال السبرالكس لم يجد الفرصة التامة لأن يؤدي دوره.

ولذا سوف يكون من الأفضل مراجعة الطبيب، وذلك من أجل التوضيح حول الحالة، هل هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية، هل هي رهاب اجتماعي، هل هي شيء من الرهاب وشيء من اضطراب المزاج؟ هذه كلها احتمالات.

ولا تنزعج أبداً فيما ذكرته لك، نحن دائماً نحاول أن تكون الأمور على بصيرة، وأن يعرف الناس أحوالهم؛ لأن هذا في حد ذاته مفيد، وهي حقيقة من شروط الجودة الطبية، والطب الآن كله قائم على الدليل وقائم على البرهان، ويجب ألا تترك الأمور عائمة أو معتمدة على التخمين، ونشكرك كثيراً على ثقتك في هذا الموقع.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً