الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخجل والتوتر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا طالب 17 سنة، وسيم، طويل، محبوب من قبل الآخرين، عندي مشكلتان تمنعاني من ممارسة حياتي ممارسة طبيعية:

1) عندما أريد أن أستقل حافلة الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو أي شيء آخر، أعاني من توتر، وضيق صدر، وخجل، ولا أركب إلا أمام السائق، وعندما أريد النزول من السيارة ( المكروباص) أرتبك وأخجل من طلب النزول، وأفضّل أن أنزل بعد مسافة كبيرة من بيتي.

2) الخجل الشديد من الأشخاص الجدد الذين أقابلهم، والخجل من المشاركة في الصف، وحتى أني أحتار إلى أين أنظر في طريقي.

ولكن عندما أكون مع أصدقائي أمارس حياتي بشكل جيد، وأمرح، ولا أخجل.

أرجوكم أريد الحل شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذه الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق ومخاوف بسيطة، وأنت يظهر أن لديك مشكلة في المواجهة بصفة عامة، وهذا الخجل الذي تعانيه فيه شيء ما نسميه بالرهاب الاجتماعي، وهذا يعالج بالمزيد من الثقة في النفس، أنت شاب - وما شاء الله - حسن المظهر، وإن كنتُ لا أريدك أبداً أن تصف نفسك بالوسامة، فهذا أمر ليس مهماً بالنسبة للرجل، لا تركز على هذا كثيراً، الأمر الضروري هو أن يكون الإنسان رفيع الخلق، واثقاً من نفسه، وكون شكلك وسيماً هذه نعمة من نعم الله تعالى، ولكن يجب أن لا تكون أبداً وسيلة تدفعك للتفاعل مع الناس أو الإحجام عن ذلك.

المطلوب منك هو أن تحقر فكرة الخوف هذه، وفكرة القلق، قل لنفسك: (ما الذي يجعلني أخاف؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين؟) وأنت ذكرت حينما تكون مع أصدقائك تمارس حياتك بصورة عادية، ولكن قد تكون مشكلتك هي في التفاعل مع من لا تعرف أو كما ذكرت وتفضّلت خوفك حين تكون في حافلة المدرسة، فهذا ربما يكون ناتجاً من الخوف من الأماكن الضيقة، فبعض الناس تأتيهم مخاوف من هذا القبيل، ولكن أعتقد مشكلتك هي في الأصل الخوف الاجتماعي.

إذن: حقّر فكرة الخوف، وعليك أن تبتعد من الكرسي الذي تذهب إليه دائماً وهو القرب من السائق، قل لنفسك: (يجب أن أركب في أي مكان، لماذا أكون دائماً جانب السائق، هذا الكرسي قد لا يكون في بعض الأوقات فارغاً، وأنا لا ينقصني شيء، أنا الآن رجل) لابد أن تخاطب نفسك ولابد أن لا تطاوع نفسك أبداً، أفعل ضد ما تجرك إليه نفسك، هذا مهم جدّاً؛ لأن المخاوف أيّاً كانت تعالج بالتحقير، وأن نعمل ضدها وأن لا نستجيب لها، هذا مهم جدّاً.

سيكون أيضاً من الجيد لك أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، هنالك دواء جيد جدّاً يعرف تجارياً باسم: (زولفت Zoloft) ويعرف تجارياً أيضاً باسم: (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم: (سيرترالين Sertraline) وربما يوجد لديكم في سوريا تحت مسمى آخر.

تناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراماً؛ لأن الحبة تحتوي على خمسين مليجراماً – تناولها يومياً بعد الأكل، ويفضل أن تتناولها في المساء، استمر على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (خمسين مليجراماً) ليلاً، تناولها لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى نصف حبة مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء - إن شاء الله - سوف يجعلك تحس براحة داخلية، وسوف يزيل عنك هذا الخجل والخوف - بإذن الله تعالى - وحتى تساعد نفسك حاول أن توسع من علاقاتك الاجتماعية، اذهب إلى الصلاة في المسجد، وكن دائماً في الصف الأول، ومارس الرياضة الجماعية مع أصدقائك، وحين تنظر وتقابل الناس انظر إليهم في وجوههم، وكن أنت المبادر بالسلام.

هذه مهارات اجتماعية عادية جدّاً، ولكنها تساعد كثيراً في علاج مثل حالتك، ولابد أيضاً من أن تكون لك أنشطة في داخل الأسرة، شارك أسرتك في قراراتها، حاول أن تساعد والديك وإخوتك، هذا كله يطور من مهاراتك، ويزيل هذه المخاوف.

عليك بالتركيز في دراستك، فإن شاء الله المستقبل أمامك سيكون طيباً متى ما زودت نفسك بالعلوم النافعة، وتحصلت على الدرجات الرفيعة.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تتجاهل هذا الخوف تماماً، واتبع الإرشادات التي ذكرناها لك، وتناول الدواء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً