الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحفظ المعلومة وأوصلها للغير؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا أعاني من شيء وهو أنني عندما أذاكر أحفظ المعلومة، وممكن أفهمها، لكن في نفس الوقت المعلومة التي لا أفهمها أحفظها.

أتمنى أن أفهم، لأن هذا أفضل، وأيضا حتى أستطيع أن أوصل المعلومة إلى الغير.

وأنا أحب القراءة جدا، وخصوصا كتب علم النفس، وأحب عندما أقرأ كتاب أريد أن أعلم الغير وأفيدهم، فأنا ليس عندي القدرة على توصيل المعلومة، وذلك لأني خجولة جدا، وأريد أن أكون إيجابية في المجتمع، وتكون لي بصمة وإنجاز في الحياة.

وعندي حلم أريد أن أحققه وهو أنني أتعلم تنمية بشرية، وأعمل وأعطي ندوات، فماذا أفعل في أنني أفهم المعلومة وتثبت في عقلي ولا أنساها؟ وأيضا أريد أن أعلم الغير، وأن الأفكار تكون في عقلي، ولكن لا أستطيع أن أفهم من أمامي، فماذا أفعل؟

ولكم جزيل الشكر

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آيات حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فأولاً أشكرك على اهتمامك وشغفك بالقراءة، لأن عدم القراءة هي مشكلة كبيرة جدًّا في عالمنا العربي والإسلامي. وإذا قارنا النسب نجد في الغرب أن نسبة اهتمام الناس بالقراءة وانشغالهم بها تصل إلى سبعين بالمائة، أما في مجتمعاتنا فتصل إلى عشرين بالمائة. فأنا سعيد جدًّا أن أسمع اهتمامك بأمر القراءة، وأسأل الله تعالى أن يجعلك من الناجحين والمتفوقين. هذا هو الأمر الأول.

ثانيًا: أرجو أن تطمئني تمامًا أن العلم أيًّا كان، والمعرفة أيًّا كانت، فاعلمي أنها دائمًا تراكمية، بمعنى أن الإنسان قد يقرأ شيئًا ويعتقد أنه لم يستفد منه أو أنه لم يحفظه أو أنه لم يستوعبه ولا يستطيع أن يستنبط من خلاله. هذا ليس صحيحًا، فما قرأته حتى وإن لم تستوعبيه الاستيعاب التام فهو رصيد قوي وأساس ما سوف تقرئيه لاحقًا، والأثر التراكمي للعلم وللمعرفة هو المهم، فلا تنزعجي أبدًا، مما تقرأينه حتى وإن كنت تعتقدين أنك لا تستوعبيه، فهذه ليست مشكلة أبدًا، سوف تجدين في يوم من الأيام أن رصيدك من المعرفة قد اتسع جدًّا، المهم هو أن تسيري على نفس المسار، وأن توفقي ما بين الدراسة الأكاديمية والقراءة غير الأكاديمية.

أنت كطالبة لابد أن تخصصي وقت للمتطلبات الدراسية حتى تكوني من المتميزات ومن المتفوقات، وفي نفس الوقت تخصصي وقت آخر للاطلاع غير الأكاديمي.

وهناك حقيقة هامة جدًّا أود أن أؤكدها لك، وهي أن الاطلاع غير الأكاديمي يصب في مصلحة الإنسان، لأنه يجعله يفهم الدروس الأكاديمية بصورة أفضل، ويكون قدرته على التحليل والاستنباط أوسع. فاستمري على هذا المنوال، ولا تزعجي نفسك أنك لا تستطيعين أن تحفظي المعلومة، أو أنك لا تفهمينها، لأن الحفظ هو أقل المقدرات الإنسانية، المهم هو الفهم والتركيز والاستنباط والتحليل للمعلومة، وهذا سوف يأتي في وقته حتى وإن كنت تعتقدين الآن أنك لست مقتدرة في هذا الأمر.
نظمي وقتك، هذا مهم جدًّا.

أمنيتك أن تتعلمي التنمية البشرية، هذا علم ليس بالصعب، المهم الآن هو أن تركزي وتتحصلي على الدرجة الأكاديمية، وفي نفس الوقت كما ذكرت لك اهتمي بالاطلاعات الأخرى، وفي نهاية الأمر لن تواجهك أي مشكلة.

ليس من الصواب أن أضع لك جدول معين لتتبعيه، لأن كل إنسان ما دامت لديه الرغبة وما دام لديه الهدف فأي منهج ينتهجه إن شاء الله تعالى سوف يصل لهذا الهدف.

أنا سعيد أنه لديك أهداف، أنه لديك حرص على الاطلاع، لديك انفعالات إيجابية ودوافع وخطوات طيبة جدًّا، فأرجو أن لا تنزعجي أبدًا في ضعف الاستيعاب أو ما شابه ذلك في هذه المرحلة، وأنصحك أيضًا بأن تخصصي وقت للرياضة، الرياضة تحسن جدًّا من استيعاب الإنسان، ولابد ايضًا أن تخصصي وقت للراحة، ولا شك أن قراءة القرآن بتؤدة وتمعن، ويا حبذا لو حفظت منه شيئًا، هذا أيضًا يحسن من التركيز ويحسن من مقدرات الإنسان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.
والله الموفق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً