الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الأمراض والأحلام المزعجة وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصبحت أشعر في الفترة الأخيرة بخوف من الأمراض السارية أن تصيبني أنا أو أهلي أو زوجي أو بنتي، وخائفة كثيراً من الموضوع -أسأل الله أن يبعد عنا كل الأمراض- وأرى كثيراً أحلاماً مزعجة تدور حول الموضوع، فهل من حل لديكم؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الليدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن المخاوف أياً كان نوعها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً ببيئتنا، وفي الآونة الأخيرة أصبح الناس يتحدثون عن كثير من الأمراض وأنواعها وتصنيفاتها، ولا شك أن التقدم في الطب قد أفاد الناس كثيراً في علاج كثير من الأمراض، ولكن أيضاً أضر بهم في أن المسميات المرضية أصبحت شائعة ومعروفة لدى الكثير من الناس، وهنالك أمراض ربما لم تكن موجودة أو لم تكن معروفة في الزمن السابق أصبحت الآن معروفة، وسببت الكثير من المخاوف والقلق للناس، كما أن حياة الناس كانت بسيطة، وانشغالهم بشئون الحياة وتدبيرها في محيطهم المتاح كان يصرف انتباههم عن الانشغال بالأمور الأخرى، ونستطيع القول أيضاً أن توكل الناس على الله وأنه هو النافع والضار قد ضعف، وأصبحت هذه المفاهيم العظيمة أصبحت الآن مهتزة لدى بعض الناس.

أيتها الفاضلة الكريمة: من حقك أن تتخوفي من الأمراض السارية، وتخافي على أهلك، وهذه رحمة في قلبك.. هذا من ناحية، ولكن من الناحية الأخرى هذا الخوف يجب أن لا يكون مبالغاً فيه، وذلك بأن تخاطبي نفسك أن الأمراض موجودة، والإنسان يحاول أن يتخذ السبل الوقائية اللازمة بقدر ما يستطيع، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، وأرجو أن أذكرك بأذكار الصباح والمساء، والأدعية والأذكار المختلفة، والصلاة بخشوع وطمأنينة، وتلاوة الورد القرآني اليومي؛ فهي من أكبر ما يبعث الطمأنينة في نفس الإنسان، ويزيل عنه الخوف.

أود أن أذكرك أيضاً بأمر ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنا أتوقف عنده كثيراً، وأعتقد أنه من أفضل ما يقي الإنسان من الخوف من الأمراض، فقد أثر عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام، وأعوذ بك من الجنون، وأعوذ بك من سيئ الأسقام) هذه الأخيرة تشمل كل شيء، تشمل أمراض القلب وأمراض السرطان، وإذا حافظنا على مثل هذا الدعاء، ونظرنا وتمعنا وتبصرنا فيه بتدبر، أعتقد أن هذه المخاوف وإن ظلت موجودة لن تكون بنفس القوة والشدة والإطباق.. هذا أمر.

الأمر الآخر: الأصحاء أيضاً كُثر، والصحة موجودة، والإنسان يجب أن يتخذ الوسائل والتحوطات التي تحافظ على صحته، وذلك باتباع نظام تغذية معين يفيد الصحة، ويتجنب المخاطر والمهالك، مثل الإسراف في تناول الدهون، والابتعاد عن الرياضة، والتدخين، فهذه كله مضرة، فلابد للناس أن يتخذوا التحوطات من أجل الحفاظ على صحتهم، فاجعلي مبدأك هذه الأسس التي ذكرتها.

بالنسبة للأحلام المزعجة أعتقد أنها مرتبطة بأفكارك حول الخوف من المرض، ولكن لأن درجة القلق لديك مرتفعة فقد جعل هذه الأحلام تزعجك، فعليك بأن تحرصي على أذكار النوم، وتجنبي وجبة العشاء، أو تناولي طعاماً خفيفاً ليلاً، وتجنبي النوم النهاري.

ولا بأس أن أصف لك علاجاً بسيطاً مضاداً للقلق والمخاوف، يعرف تجارياً باسم (تفرانيل) واسمه العلمي (إمببرامين) يمكنك أن تتناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.. وهذا الدواء لا أحتم عليه، ولكني أعتقد أنه سوف يساعدك كثيراً، خاصة أن قناعاتي قوية أن الأحلام المزعجة في كثير من الحالات مرتبطة بارتفاع درجة القلق، وقلقك مرتبط بالخوف من المرض، نسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليكم الصحة والعافية، وأن يجعلنا من الحامدين والشاكرين على نعمة العافية.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً