السؤال
بسم الله الرحمان الرحيم
أولا: وقبل كل شيء أشكر من صميم قلبي كل القائمين على نجاح هذا الموقع, أدعو الله أن يكلل جهودهم بالنجاح والثواب وجزيل الأجر وهي جهود تبعث في النفس الارتياح باعتبار أنها جهود لوجه الله وليس فيها بحث عن الأرباح المادية.
لقد حاولت أكثر من مرة الكتابة لكم لكنني في كل مرة أجد أن الوقت غير مناسب وبصراحة أنا تعبت كثيرا وأحتاج أن أخرج بسرعة من هذه المعاناة وأسعدني أن أجد هنا آذانا صاغية وأرجو أن أجد ردا على استشارتي حتى وإن بدا ما فيها سطحيا وساذجا ولكن أرجو أن تساعدوني على الإبحار إلى شط الأمان.
نظريا ربما أعلم جيدا أنني أنا المخطئة بحق نفسي وأنني أنا التي تأخذ الأمور بحساسية أكثر من اللازم وأهول المسائل ولكن أثناء التطبيق لا أستطيع أن أتحكم بانفعالاتي فينفلت مني كعيار طائش.
أحس أن شخصيتي مهزوزة جدا وكلما وجدت نفسي وسط الناس أشعر بضيق كبير في التنفس واختناق لدرجة أنني اذهب إلى غرفتي وأزيح عني الخمار كي أتنفس الصعداء قليلا ثم أعود لأتظاهر بأنني طبيعية وأحاول أن اصطنع الضحك والانبساط، في حين أنني أشعر أنني أتعذب وأتعسف على نفسي وفي مناسبات كثيرة لا أجد راحتي سوى في البكاء فأترك الضيوف، وهنا تحديدا علي أن أوضح لكم أنهم في الغالب إخوتي وليسوا بالغرباء، فأدخل غرفتي وأنخرط في بكاء مرير ثم اغسل وجهي وأعود إلى الجلوس معهم وفي الغالب يلاحظون أنني كنت أبكي فيسألونني ولكن العبرات تخنقني ولا أستطيع الإجابة، لماذا؟
أحيانا لا أعرف السبب تحديدا ولكنني عشت سنوات بعيدة عن أهلي تقريبا، وذلك بحكم تنقلي المستمر فقد درست في مدينة تبعد هنا قرابة الخمسمائة كم، وطبعا كان علي شراء منزل هناك وبقيت فيها لمدة خمس سنوات آتي منها إلى بيتنا كل أسبوعين أو أثناء العطل ثم وبعد مطالب عديدة للنقلة انتقلت إلى مدينة أخرى تبعد أيضا عن المدينة التي يقيم فيها أهلي قرابة الثلاثمائة كم يعني اختصرت المسافة قليلا لكن بقيت على نفس النسق.
كل أسبوع سفر وترحال وإعداد حقائب، كل أسبوع آتي إلى منزلنا مثل الضيفة وبقيت فيها أيضا أربع سنوات وهذه خامس سنة ، ولا أمل يلوح في الأفق بعد حول مصيري في السنة القادمة وهل سيتم نقلي أم لا؟
المهم أنني أصبحت أحس بتبلد في عواطفي وحتى العرسان كنت أرفض في الغالب بسبب وضعية عدم الاستقرار هذه، لان الزواج بالنسبة لي استقرار وأنا ضد العمل في مكان بعيد عن المكان الذي يعمل فيه زوجي، خاصة وإنني رأيت المعاناة التي تعيشها بعض زميلاتي ممن تزوجن ولا يرون أزواجهن إلا كل أسبوع تقريبا.
أعلم أنني أطلت ولكنني أحتاج لصفحات.