الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

محتارة في الرجوع لزوجي السابق بعد أن طلقني أو تركه طاعة لأهلي.

السؤال

أنا امرأة عمري 24 سنة مطلقة، وعندي ابنتين تطلقت من زوجي منذ خمس سنوات بسبب مشاكل، ولأنه متزوج من أخرى، وكان يجبرني على الاختلاط بهم، ومن هنا بدأت المشاكل ثم تطلقت منه بعد إنجاب ابنتي الصغيرة، وعمرها آنذاك 4 أشهر، وتقدم لخطبتي شباب كثر، ولكن لم يتم نصيب، والآن بعد هذه المدة عاد طليقي يريد الرجوع، ومحتارة جدا في العودة، خصوصا أن أهلي لا يتقبلونه إطلاقا فما الحل.

وجزاكم الله خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

وخير ما نوصيك به أيتها العزيزة قبل أن نبدي لك رأينا في هذا الموضوع هو أن تكثري من الاستغفار لله -سبحانه وتعالى-، والإكثار من ذكره، وتعليق القلب به، فإن هذه الأمور طريق أكيد بإذن الله -سبحانه وتعالى- لتحصيل الخيرات، ووصول الإنسان إلى ما يتمناه، فإن الاستغفار باب من أبواب الأرزاق، كما أن دعاء الله -سبحانه وتعالى- سبب أكيد لتحصيل ما يتمناه الإنسان إذا دعا ربه بقلب حاضر مقبل على الله وهو يحسن بالله تعالى الظن، فإن الله -عز وجل- لا يرده.

ونحن نشكر لك تواصلك معنا واستشارتك لنا وثقتك في رأينا، وكونك تستشيرين -أيتها العزيزة- دليل على رجاحة في عقلك، وكما قيل (ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار).

ورأينا أيتها العزيزة هو أن تستخيري الله -سبحانه وتعالى- وتطلبي منه أن يختار لك الخير، ونحن نفضل لك -أيتها العزيزة- أن توافقي على طلب الزوج السابق لك بتجديد عقد النكاح والعود إلى الحياة الزوجية، فإن في ذلك -بإذن الله تعالى- خيرًا كثيرًا لك ولبناتك ولزوجك أيضًا، والخلافات الزوجية -أيتها الأخت الكريمة- لا تخلو منها أسرة، سواء كنت زوجة وحيدة أو كنت ثانية، وليس الطلاق هو الحل الأمثل لإنهاء هذه النزعات، بل بحسن العشرة من الزوجة وصبرها على زوجها وإدراكها لهذه الحقيقة وهي أن الحياة الزوجية لا تخلو من مشكلات، وتفهمها لهذا الواقع وصبرها عليه ستتغلبين -إن شاء الله تعالى- على هذه المشكلات.

وليس ما ذكرتِ من كونه يطلب منك الاختلاط بأهله أو زوجته الأولى ما يُبرر الخلافات التي تؤدي إلى مثل هذا القرار الكبير وهو الفراق، نعم من حقك أن تطالبي زوجك بالأسلوب الحسن أن تسكني في بيت مستقل بمرافقه، فهذا من حقوقك الشرعية عليه، ولكن ينبغي تجاوز هذه المشكلات بالتفاهم بين الزوجين، وتذكير كل واحد منهما للآخر بالحقوق الشرعية التي أمر الله عز وجل بها للآخر، ولن تعدم المشكلة من حل.

فنصيحتنا لك -أيتها البنت العزيزة- أن توافقي على هذا الطلب، وفي ذلك خير كثير كما قلنا -إن شاء الله-.

أما عدم تقبل أهلك له فواضح جدًّا أن سببه الطلاق، وإلا فقد قبلوا به في الزواج الأول، ولكن بإمكانك أن تذكري لوالديك آثار عودك لزوجك حتى تزول الوحشة من نفوسهم من هذا الزوج وما فعله سابقًا بهم، وتبيني لهم أن في ذلك خير لبناتك، فإن كان الله -عز وجل- قد علم أن الخير لك في هذا فإنه سيقدره لك وسييسره، وإن علم -سبحانه وتعالى- أن الخير في خلافه فسيصرفه عنك، وعليك دائمًا أن تكوني صابرة على قضاء الله تعالى، وينبغي أن تكوني راضية بما يختاره الله لك، فإنه أعلم بما يصلحك، فقد قال في كتابه العزيز: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً