الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخجل يسيطر علي وأهلي لا يسمحون لي بالخروج مع أصحابي

السؤال

أنا طالب خجول لدرجة عالية, حاولت التخلص من الخجل بأكثر من طريقة، لكن دون جدوى, إذا كلمني أحد أرتبك, ووجهي يصير أحمر, تعبت من هذه الحالة، أشعر أني أقل من الناس؛ فهم يستطيعون أن يتكلموا وأنا ساكت, وأكثر الحلول لا تنفع معي؛ لأن الأهل لا يسمحون لي بالخروج مع أصحابي, فمن الصعب أن أطبق الحلول التي تقول لا تخف, ولا تحمل همَّ الخجل, والله تعبت من هذه الحالة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالخجل كثيراً ما يختلط بما نسميه بالخوف والرهاب الاجتماعي، وأعتقد أن لديك درجة بسيطة من هذه الحالة، والذي أنصحك به هو أن تبلغ أهلك أنك بحاجة لمقابلة الطبيب النفسي, وهذا لا يعني أنك مصاب بعلة أساسية، لكن الطبيب سوف يقنع أهلك بضرورة أن تخرج, وبضرورة أن تتفاعل اجتماعياً، هذا هو العلاج الأساسي لعلاج نوبات الخجل الاجتماعي هذه.

وأنت من جانبك يجب أن تحقر فكرة الخوف والخجل، حاول أن تتخذ بعض الناس كنموذج في الحياة، قل لماذا لا أكون مثل فلان وفلان؟ وحاول أن تسير على خطاهم، واطلب من أهلك أن تصلى صلاة الجماعة في المسجد، وبعد الصلاة حاول أن تتجاذب أطراف الحديث مع إمام المسجد، ومع بعض المصلين هذه كلها من التفاعل الاجتماعي الإيجابي.

عليك أن توضح لأهلك أنه من الضروري أن تمارس الرياضة الجماعية، والرياضة الجماعية وجد أنها طيبة لعلاج الخوف والخجل الاجتماعي.

حاول أن تقوم ببعض التمارين السلوكية داخل البيت، وهذه قطعاً لن يمنعك الأهل من ممارستها، اجلس في غرفة، وتصور أنك أمام جمع كبير من الناس وطلب منك أن توجه لهم حديثاً عن موضوع معين، وقم بتحضير هذه المحاضرة، وقم بإلقائها كأنك تخاطب هؤلاء الناس، هذا بالطبع في الخيال، لكن إذا أنزلت الأمر على الجدية والتركيز، فسوف ينقلك إلى الواقع، هذا نسميه التعريض في الخيال، وهو جيد، وهذه التمارين يمكن أن تكون بصور مختلفة، فكن حريصاً عليها.

أرجو أن تطور من مهارتك الاجتماعية، خاصة أن تنظر إلى الناس في وجوههم عندما تتكلم معهم، وابدأ بأهل بيتك، فلا تكن مطأطئ الرأس أبداً، فكما تعلم أن ديننا الكريم يحثنا على البشاشة في وجوه الآخرين، فلا تنس أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، هذا مهم جداً.

بالنسبة لشعورك بالارتباك في المواقف الاجتماعية فهذا الشعور يأتي من إفراز لمواد كيمائية في الجسم تسمى بالأدرنالين، وهناك مواد أخرى هي التي تؤدي إلى إصابتك بالارتباك والتلعثم، وقد تصاب بشيء من الرجفة، لكن هذه الأعراض مبالغ فيها، هي مشاعر أكثر منها حقيقة، احمرار الوجه ينتج من تدفق الدم وقت القلق والتوتر، وهذا بالطبع يعالج من خلال ما ذكرته لك من علاجات سلوكية.

قد تحتاج لدواء, وحين تذهب للطبيب سيقوم الطبيب بوصف الدواء المناسب لك، وفي ذات الوقت سيدربك على تمارين الاسترخاء, وهذه مفيدة وجيدة جداً, ويمكنك معرفة طريقة تطبيقها عن طريق تصفح بعض المواقع على النت.

وللفائدة راجع هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخجل سلوكيا (267019 - 1193 - 280445 - 278063).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً