الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتخيل أنني أصبحت مليونيراً .. فهل فصام أم اكتئاب؟

السؤال

أشعر بأعراض نفسوجسدية من صداع، وتلبك معدي، ووهن عام، رغم إجراء كافة الفحوصات وكلها سليمة.

أحياناً أتخيل أنني أتكلم مع أحد، وإذا كنت في البيت جالساً أتخيل أني مليونيراً، وعندي موظفين كثر - فقط أتخيل - وأتكلم معهم، بالإضافة لرجفان، وصداع، وأحس أني سوف أصاب بجلطة، وأخاف أن أموت، وأتخيل أن شخصاً بلباس أبيض وله لحية جاء يأخذ روحي، وعند الأماكن المزدحمة أدوخ كأنها نوبة فزع، رغم أنني خريج جامعي هندسة، ولا أعاني من شيء أبداً، أقصد الأمراض العضوية.

هل هذا فصام أم اكتئاب؟ وماذا يسمى؟ وما هو العلاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن رسالتك مقتضبة ومختصرة جدًّا، لكنها حوت كل ما هو مفيد يساعدنا - إن شاء الله تعالى - في أن نصل إلى التشخيص، وأقول لك أن حالتك بسيطة، وتعرف بقلق المخاوف، وهذا قد يأخذ عدة محاور، وعدة صور، قد يكون في شكل توترات، قلق، مخاوف من أشياء معينة، مخاوف مرضية، عدم الارتياح في المواقف الاجتماعية، وهذه الحالة حالة بسيطة، ولا علاقة لها بالاكتئاب، ولا علاقة لها بمرض الفصام، فأرجو أن تطمئن تمامًا في هذا السياق.

علاج هذه الحالة تتمثل في التالي:

أولاً: أن تقتنع بما ذكرناه لك من تشخيص، وهذا هو لُب الأمر، لأن الإنسان حين يُدرك طبيعة مشكلته صغرت أم كبرت فهذا يمثل جزءاً كبيراً من العلاج.

ثانيًا: حاول أن توجه هذا القلق توجيهًا إيجابيًا، وذلك من خلال حسن إدارة الوقت، فلا تدع للفراغ مجالاً ليجعلك تحس بالهواجس والوساوس والتوترات، لأن الوقت ثمين والوقت من ذهب، والواجبات أكثر من الأوقات، وديننا يدعونا للاستفادة من الوقت، وأنت تعيش في أمريكا، وتعرف مدى استفادة الناس من أوقاتهم، فخذ بهذه الروح، خصص وقتاً للعمل، وطور نفسك في وظيفتك، وأكثر من الاطلاعات العلمية، تواصل اجتماعيًا، مارس الرياضة، لا تنقطع أبدًا من المراكز الإسلامية، زر إخوانك وتواصل معهم.. هذا كله نوع من العلاج المهم جدًّا.

ثالثًا: أن لا تتردد على الأطباء، نحن لا نحرمك من نعمة الصحة بأي حال من الأحوال، ولكن يعرف أن الإكثار من التردد على الأطباء قد يزيد من التوهمات المرضية بالنسبة للأشخاص الذين لديهم قلق المخاوف، اذهب إلى الطبيب – طبيب الأسرة مثلاً – مرة واحدة كل ستة أشهر، وقم بفحوصات طبية عامة، - وإن شاء الله تعالى - من خلال المتابعة تكون دائمًا على قناعة ويقين وطمأنينة حول صحتك.

رابعًا: تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف وهي كثيرة جدًّا، منها عقار سبرالكس، وعقار زيروكسات، وعقار فافرين، وبروزاك، وإفكسر، كلها مفيدة، وأنا أفضل في حالتك الزيروكسات (باروكستين) وهذا اسمه العلمي، ويسمى في أمريكا باسم (باكسيل) والجرعة هي أن تبدأ بنصف حبة، وقوتها هي عشرة مليجرام، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجرام – أي نصف حبة – يوميًا لمدة شهر، ثم اجعلها عشرة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ أيها الفاضل الكريم فإن الجرعة العلاجية قسّمناها لك حسب الأنماط العلمية المعترف بها، وهي أن تكون هنالك جرعة بداية – جرعة تمهيدية – ثم الجرعة العلاجية، ثم الجرعة الوقاية والاستمرارية، ثم جرعة التوقف التدريجي.

أسأل الله أن ينفعك بهذا الدواء، وما ذكرناه لك من إرشاد، وأؤكد لك أن حالتك بسيطة، والدواء الذي وصفناه لك سليم وفاعل، لكن لكي تتحصل على فائدته الكاملة عليك الالتزام التام بتناول جرعته حسب ما هو موصوف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً