الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجي الذي أصبح عصبيا بعد ولادتي بطفلي الأول؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام في بادئ الأمر: أشكركم على هذا الموقع المفيد جداً.

أنا متزوجة منذ عامين, ولي ولد يشبه القمر, رزقني الله به بعد9 أشهر من زواجي, وأنا متزوجة من ابن عمي -تحصيله الدراسي ابتدائي- ويعمل كاسبا, وأنا خريجة كلية, وموظفة, كانت حياتنا –الحمد لله- سعيدة, ولكن منذ ولادتي لابني انقلبت حياتنا رأساً على عقب, تغير زوجي معي, وأصبح عصبيا جدا, لا يطيق مني كلمة, وأصبحت علاقتنا باردة جدا, حتى أبسط حقوقي الزوجية لا يعطيني إياها, و بدأت أشك أن له علاقة مع امرأة أخرى, وفكرت بالطلاق, ولكني أحبه كثيرا, وفكرت بمصير ابني إذا انفصلنا, لا أعرف سبب تغيره تجاهي, ونفوره مني, علما أني غير مقصرة معه بأي شيء, وعلاقتي بأهله جيدة, وأعتبر والدته مثل أمي.

أرجو نصيحتي, ماذا أفعل حتى لا يتهدم بيتنا الذي كان دافئا لفترة من الزمن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك في موقعك, ونشكر لك الثناء والتواصل مع الموقع, وإنه شرف لنا أن نكون في خدمة أبناء وبنات المسلمين، ونسأل الله لك التوفيق, ولطفلك السداد, ولزوجك الهداية.

لا شك أن معرفة السبب تعيننا -بحول الله وقوته- على معرفة أسباب الخلل والعطب، وأرجو أن تفكري معنا في أسباب ما حصل, فربما كانت الأسباب عادية, مثل: مشاكل العمل, أو الأزمات المالية, ونحوها, وقد تكون لأسباب صحية، وقد لا تكون هناك أسباب ظاهرة, وفي هذه الحالة قد تحتاج إلى الرقية الشرعية، ولا شك أن المواظبة على الأذكار نافعة فيما نزل وفيما لم ينزل، فلا تستعجلي، واسأليه بهدوء ما الذي يضايقك؟ وانتبهي للأشياء التي دخلت إلى حياتكما, وأهم من ذلك أن تقتربي منه, وتتجنبي كل ما يضايقه, وراجعي نفسك أيضاً, فقد تكون البداية منك, فبعض النساء يزيد عندها الدلال عندما تبكر بولد، وتجنبي مقارنته بالآخرين, فإنك لا تعرفين من الناس إلا ما ظهر, والناس لا يظهرون إلا الجميل فقط.

أما إذا ثبت لك – بدون تجسس – أن هناك شقِيَّات في حياته, فحاولي معرفة ما جذبنه وأخذنه به، واجعلي بينك وبينه قواسم مشتركة, وشاركيه في هواياته واهتماماته.

قد أسعدني حرصك على العلاقة الجيدة بأهله, الذين هم في الحقيقة أهل لك ولطفلك, وهذا مؤشر جيد -والحمد لله-.

سنكون سعداء بتواصلك مع الموقع, ولطرح بعض التوضيحات, وذكر المواقف التي يغضب فيها، وحول مستوى علاقته بطفله، وهل هناك أصدقاء جدد في حياته؟ وكيف كان استعداده لاستعجال المولود؟ وهل كان يذكر لك ما يواجه في الحياة؟ وهل أنت محافظة على أسراره؟ وهل ....؟

وصيتي لك وله: بتقوى الله, ثم بإصلاح العلاقة مع الله؛ ليصلح سبحانه ما بينكما, وعليك بالدعاء, فإن قلب الزوج وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها سبحانه.

والله ولي التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً