السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعيش مع زوجي وأبنائي الثلاثة في بلد أوروبي، وليس لدي من أستشيره. زوجي برغم محاسنه وحبه لي، إلا أنّ هذا الحب فيه جانب كبير من الوسواس وسوء الظن. كنت أصبر على ذلك كثيرًا، إلى أن بدأ منذ سفري بالطعن في أخلاقي وتربيتي، مع أنّني ملتزمة بحجابي وبأخلاقي في هذا البلد كما كنت في بلدي، بل أكثر حرصًا.
أصبح يضايقني كلما أُتيحت له الفرصة، ويسبني على مسامع أهلي وأولادي، ويتهمني بأنّي أحادث شبابًا وأنّي فاسقة، مع العلم أنّ ليس لي أصدقاء إلَّا صديقة واحدة، وابن عم أمي وعائلته، وأراهم كل عدة شهور، وليس هناك ما يدعو للشك.
يضايقني في كل حديث أمام الناس، ويتباهى أنّه يريد الزواج علي، ويقول كلامًا قاسيًا مثل أنّني لست امرأة بل رجل، ويُشعرني أنّي من النساء الملعونات، لمجرّد أنّني لا أقدم نفسي له كما يريد.
فعلى سبيل المثال، إذا جاء وجلس بجانبي على السرير ولم أبدأ بتقديم نفسي، وظللت جالسة، أو نمت وأنا جالسة، يقول إنّي رفضته، مع أنّه لم يقترب مني بأي تصرّف أو حركة تستلزم مني الرفض، بل يبقى جالسًا ينتظر أن أتقدّم أنا إليه، وأنا –والله أعلم– أجاهد نفسي كي أتقبله إذا هو اقترب بالفعل، ولا أرفضه، لكن نفسي لا تطيق المبادرة بالتقرب إليه بمفردي، وذلك لكثرة جراح قلبي التي لا أستطيع نسيانها، خصوصًا وأنه يكرر أنّني لست امرأة حسب قوله.
أزيدكم علمًا أنّ زوجي مدمن على حبوب اللاريكا والترامادول منذ سنوات، ولا يستطيع العيش بدونها، وقبل أيام استيقظت لصلاة الفجر ووجدته نائمًا بغرفة أخرى وبيده زجاجة بيرة، وما رأيته كان ثقيلًا جدًّا علي نفسي، وعندما واجهته أنكَر وقال لي: إنّه لم يُذنب، وأنّي أريد أن أمسك عليه أي خطأ، وإنه لم يشرب.
لقد أثّر هذا الكلام عليّ وشككت في نفسي، لكنني كنت قد صورته فراجعت للتأكد، فتبين أنّ ما رأيته صحيحًا.
أنا أشعر أنّي تدمرت نفسيًا وعاطفيًا، وبدأت أفكر بأمور غريبة، وأشعر بضيق دائم في قلبي، والآن أفكر في الطلاق لأنّي لم أعد أحتمل هذا الوضع.