الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشكلتي التأتأة والخجل وكثرة التفكير، ما علاجها؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقيقة حكايتي طويلة، ولا أعلم من أين أبدأ، ولكن سأبدأ.

أنا إنسان نشأت في بيئة أسرية أغلبها مشاكل وخلافات، فوالدي شديد وقاس، والعكس كذلك فأمي، وللأسف ليس لها شخصية قوية.

عندما كان عمري عشر سنوات أصيب أخي الأكبر بمرض الفصام الزوراني، فدب في قلبي الرعب والخوف منه، وساءت حياتي؛ لأني كنت أنا وهو في مشاكل لا تنتهي من الضرب والسب و...الخ، وجميع أفراد الأسرة، خصوصا أني صغير، وأيضا لأني مصاب بالتأتأة منذ الصغر والتردد وكثرة التفكير في هذه الأمور وعواقبها، بحيث أنه لو غلط علي شخص أضل أياما، ويكاد رأسي ينفجر من التفكير، لأني شخصية حساسة.

والآن ـيا دكتورـ سوف يضيع مستقبلي في الدراسة بسبب التأتأة والخجل الزائد؛ لأني دخلت أكثر من أربع جامعات ومعاهد وأمكث في كل واحدة منها مدة لا تزيد عن شهرين، ثم أفصل منها، والآن أنا عاطل بسبب كرهي للدراسة من التأتأة.

أريد مشورتك في دواء يدعى زيبركسا لعلاج التأتأة فما رأيك؟

أرجو الإجابة والنصح لي بكل وضوح، وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أولاً من الضروري جداً أن تغير كل أفكارك السلبية وتجعلها إيجابية أنت في بدايات سن الشاب لديك طاقات نفسية وجسدية، ويجب أن لا تحس أبداً بأي نوع من الضعف في شخصيتك هذا مهم جداً.

موضوع التأتأة من وجهة نظري هو موضوع ثانوي جداً، ويجب أن لا يعطل مسيرتك الدراسية، ويجب أن لا تجد لنفسك مثل هذا العذر تقول أنه نسبة للتأتأة أنا فقدت الرغبة في الدراسة أو في التعليم، التأتأة لا تعيق أبداً والتأتأة يمكن علاجها، وذلك من خلال الثقة في النفس، وعدم القلق وعدم التوتر، التحدث ببطء، التركيز على الأحرف التي تجد فيها صعوبة في نطقها، قراءة القرآن الكريم بصوت مرتفع، ممارسة تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، تجنب اللغة الحركية، أي أن لا تستعمل أياديك كثيراً حين تتكمل وإذا قابلت اخصائي فهناك فائدة كبيرة جداً إن شاء الله.

بالنسبة للعلاج الدوائي هنالك أبحاث تشير أن عقار زبركسا ربما يكون مفيدا فعلاً في علاج التأتأة خاصة إذا أعطي مع أحد الأدوية المضاد للقلق والمخاوف، جرعة الزبركسا المطلوبة في مثل حالتك هي (2.5) مليجرام أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (5) مليجرام هذه جرعة بسيطة جداً، ويمكن أن تستمر عليها على الأقل على مدة ستة أشهر.

يفضل أيضا أن يدعم الزبركسا بعقار زولفت واسمه العلمي هو سيرترالينSertraline والجرعة المطلوبة هي أيضا نصف حبة فقط أي (25) مليجرام يتم تناولها مع جرعة الزبركسا التي ذكرناها، ومدة العلاج أيضا يجب أن لا تقل عن ستة أشهر.

هذا يا أخي هي الطرق لعلاج التأتأة، وذكرنا لك الجوانب السلوكية، وكذلك العلاج الدوائي، ولابد أن تكون عندك إرادة التغير، حقيقة أنا لا أقبل أن تكون عاطلا عن العمل، فأما أن تكون في محيط العمل، وأما أن تكون في مجال الدراسة، ويمكن أن تجمع بين الاثنين أن تعمل، وأن تدرس مثلاً دراسة مسائية، والعمل والدراسة هي من المؤهلات الحقيقية التي تطور من الكفاءة ومن مقدرته ومهاراته وتعيد له الثقة في نفسه.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، أسأل الله لك العافية والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً