السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أشكو من خوف وقلق مستمرين معي طول اليوم، مع شعور بأني مريضة أمراض مختلفة، وخوف من الموت أو موت أحد أفراد عائلتي، وتوجس وشعور خانق في الصدر بين الأضلاع، كأن فيه حكة، وغازات دائمة مع فقدان للشهية، صرت أخاف آكل أو أنام حتى ما يصير لي شيء.

هذا بدأ يصير لي بعد وفاة زوجي ووالدتي، وذهبت للصيدلية، واشتريت سيبرالكس، لكني لم أستخدمه بعد واستخدمت (عشبة القديس جون).

أرجو إفادتي ونصحي حيث أني تعبت من انتظار الأسوأ.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الجوهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لموتاكم وموتانا وموتى المسلمين جميعًا.

الحالة هذه التي تشتكين منها هي حالة قلق نفسي مرتبط بالمخاوف، خاص الخوف من الموت، ولا شك أن هنالك ارتباطاً وثيقاً جدًّا بين هذه الأعراض، والوفيات التي حدثت في الأسرة، والأمر أصبح أيضًا فيه محتويات وسواسية كثيرة، وهذا نسميه بالمخاوف الوسواسية.

ربما يكون لديك استعداد للقلق والمخاوف، والأحداث الحياتية الجسيمة لابد أن تؤثر على كل إنسان، لكن هنالك بعض الناس نسبة لحساسية في شخصياتهم وقع الأحداث عليهم يكون أشد تأثيرًا.

العلاج يتمثل في الصبر ولا شك في ذلك، وكذلك التوكل، والتوكل في مثل هذه الحالات يجب أن يوصلك إلى قناعة أن الخوف من الموت لا يؤخر الموت أبدًا، وفي ذات الوقت الإنسان هو في كنف الله، والموت والحياة هي أقدار وآجال ثابتة، والإنسان يجب أن يعيش حياته بقوة وبثقة وبانطلاق وبأمل وبعمل.

أنت صغيرة في السن، وإن شاء الله تعالى لديك الكثير من الطاقات، منها النفسي ومنها الجسدي، وهذه كلها يجب أن توظف ويستفاد منها من أجل تطوير صحتك النفسية.

الأعراض التي تحدثت عنها من شعور خانق في الصدر، ووجود الغازات والخوف، كلها أعراض نفسية، أنا أؤكد لك ذلك، ويجب أن تصرفي انتباهك بالخوض في أنشطة مختلفي أثناء اليوم، أكثري من التواصل الاجتماعي فهو مهم جدًّا.

العلاج الدوائي مطلوب بل هو ضروري في حالتك، وعقار سبرالكس – والذي يعرف علميًا باسم إستالوبرام - هو الأفضل لك، لقد كان اختيارك سليمًا لكنك لم تستخدمي الدواء حتى الآن، وأنا أقول لك أفضل كثير وكثير من عشبة القديس جون، والدواء نقي جدًّا وسليم، ابدئي في تناوله الآن بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة - تناوليها يوميًا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعيها إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) تناوليها يوميًا لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجرامًا يوميًا، وهذه هي الجرعة العلاجية، استمري عليها بكل انتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى عشرة مليجرام يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو أن تدعمي السبرالكس أيضًا بدواء آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول) وهذا أنت في حاجة لتناوله لفترة قصيرة، وجرعته هي نصف مليجرام في الحبة الواحدة، يتم تناولها صباحًا لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك توقفي عنه، لكن يجب أن تستمري على السبرالكس كما هو.

أعتقد أنه من الضروري جدًّا بالنسبة لك أن تجعلي حياتك طبيعية بقدر المستطاع، وأنا أنصحك بالانضمام لأحد مراكز تحفيظ القرآن في السعودية، حيث إن هذا النوع من المساعدة والمساندة الاجتماعية فيه خير كثير لك في الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وأرجو أن لا تتطيري وكوني متفائلة، ولا تنتظري السوء، بل انتظري الخير، ورحمة الله واسعة جدًّا.

كما يرجى مراجعة العلاج السلوكي للخوف من الأمراض: ( 263760 - 265121 - 263420 - 268738 ).

والله الموفق.