الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما أغضب أشعر بآلام في القلب والصدر، ما سببها، وهل سأبقى هكذا؟

السؤال

أنا فتاة عمري 15 سنة، أنا حساسة جداً وأفكر في الناس قبل أن أفكر في نفسي، أقلق من الغد، وخصوصاً عندما يكون هناك شيء ما يضايقني، وصرت أكتم ما يضايقني كثيراً، خصوصاً بعد وفاة أبي منذ أشهر، أتضايق من أتفه الأسباب، وخصوصاً عند تفضيل شخص ما علي، وعندما أتضايق أنفجر غضباً، وأهيج من العصبية، وبعدها أبكي كثيراً، وأشعر بخفقان في القلب وآلام في الصدر، وبعدها لا أريد أن أتحدث أو أرى أحداً.

هل سأبقى هكذا، وما هذا الذي أصابني؟ أرجو الرد، فأنا متعبة نفسياً وجسدياً من القلق والآلام، وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تعرفين فإن حياة الإنسان تمر بعدة مراحل، وأنت الآن في مرحلة تكوين نفسي كبيرة ومهمة، وفي هذه المرحلة قد يأتي القلق والتوتر وتقلب المزاج، والخوف من المستقبل وعدم التأكد من الذات، هذه كلها ظواهر مرتبطة بالمرحلة العمرية التي تعيشين فيها، وإن شاء الله تعالى هذه التغيرات تكون تغيرات عابرة.

لكنّي لا أريدك أبدًا أن تصرف هذه الأعراض انتباهك عن التركيز في دراستك، والتأمّل في المستقبل بإيجابية وتفكير سليم وسوي، وأن تشرعي في تنظيم وقتك -وهذا مهم جدًّا– وتنظيم الوقت هو مفتاح النجاح واستقرار الإنسان في المرحلة العمرية التي تمرين بها، وكذلك في بقية المراحل.

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة لوالدك، وعليك أن تكوني ابنة صالحة، فأكثري من الدعاء له، والابن الصالح -وكذلك البنت الصالحة بالطبع- حين يكون هنالك تقوى وصلاح في العمل يصير الابن -أو الابنة- صدقة جارية لوالديه ومصدر توريد للحسنات لهم في قبورهم، ما دام يقدم الخير للآخرين ويسعى أن يكون دائمًا مثابرًا ونافعًا لنفسه وللآخرين، فهو من وجهة نظري المتواضعة صدقة جارية لوالديه، فكوني على هذا المنوال وكوني على هذا النمط، ولا تغضبي أبدًا، عبّري عن نفسك أولا بأول ولا تكتمي، هذا يبعد عنك الغضب والتهيج والعصبية، وأنت حين تعبرين عن نفسك أولا بأول لن يأتيك الغضب والتهيج العصبي -كما يحدث لك الآن- ولن ترفضي التحدث مع الآخرين، هذا نسميه كما ذكرت لك التفريغ النفسي، وهو طريقة علاجية طبيعية ممتازة جدًّا.

أنت لن تبقي هكذا، هذا أمر عابر -إن شاء الله تعالى- لكن حتى نعجل في الشفاء أرجو أن تطبقي ما ذكرته لك، والذي أصابك هو نوع من القلق النفسي الذي ربما يكون مختلطاً بما نسميه بنوبات الهرع البسيطة والمخاوف، ويظهر ذلك من خلال الخفقان الذي يأتيك في القلب، ومعه انقباضات عضلية في الصدر تظهر في شكل ألم، وهنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، تمارين مفيدة جدًّا، فعليك بتطبيقها.

أرجو أيضًا أن تتواصلي مع صديقاتك، وأن ترفهي عن نفسك بما هو متاح ومباح، وتكوني إيجايبة في تفكيرك، وتنظري إلى المستقبل بأمل ورجاء، وهذا هو الذي أنصحك به، -وإن شاء الله تعالى- أمورك كلها تسير على خير، وإذا لم تتحسن حالتك أعتقد أنه من الأفضل أن تذهبي إلى طبيب نفسي، وهنالك الكثير من الإخوة الأطباء المتميزين في البحرين، وأنا حقيقة أرشح الدكتور أحمد الأنصاري استشاري الطب النفسي، فهو طبيب متميز جدًّا، ويمكن أن يقدم لك الكثير من المساعدة إذا كان هنالك حاجة لذلك.


بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً