الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من شدة الخجل وكلما تذكرت موقفا مخجلا أتكدر فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء, ويجعل مثوانا ومثواكم الجنة.

أعاني منذ 9 أشهر من اضطراب الأنية, وأعاني من احتقان في اللوز, بدأ أيضا معي منذ 9 أشهر.

سؤالي وفقكم الله: هل التهاب اللوز يسبب اختلال الانية؟

وأيضا لدي سؤال آخر:

أنا لدي خجل شديد, أتذكر مواقف محرجة سابقة لي, وأتضايق كثيرا, فما الحل؟

جزاكم الله خيرا.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

بالتأكيد لا توجد علاقة بين التهاب اللوز واختلال الأنية, وبالنسبة لاختلال الأنية أو ما يسمى بتبدد النفس, أو الشعور بالتقرب عن الذات، أنا حقيقة أميل إلى تذكير شبابنا بأن لا يستعجلوا أبدا في الوصول إلى هذا التشخيص حين تعتريهم بعض الأعراض النفسية, من قلق, وتوترات, وعدم تأكد من الذات.

هذه الحالات -أي تغيرات النفسية- التي ذكرتها شائعة, وكثيرة ما تكون عابرة, وليس من الضروري أبدا أن اضطراب الأنية معناه المفهوم ومعايرة التشخيصية التي نجدها في الدليل الإحصائي الأمريكي الرابع للتشخيصات النفسية, وكذلك التشخيصات العاشر للأمراض النفسية.

أنا أبدا لا أريدك أن تستعجل في أن تعتبر نفسك تعاني من هذه الحالة, وهي في نهاية الأمر حالة من حالات القلق لكنها حالة خاصة جدا.

بالنسبة للخجل الشديد وأنك تتذكر بعض المواقف المحرجة التي تضايقك كثيرا، الحال أيها الفاضل الكريم هو أن تحقر هذه الأفكار التي فيها اجترارات حول الماضي, ولا تكون حساسا حول الأمور, كل الناس تخطأ, وخير الخطائين التوابون, ولا شك في ذلك, لا يمكن للإنسان أن يكو مثاليا, ومن أفضل سبل التخلص من هذا النوع من التفكير هو أن تقول لنفسك لن أكون قاسيًا عليك، يعني أنت بشعورك الشديد بالحرج تكون قاسيا على نفسك, من الجميل أن يكون للإنسان سمات الفضائل, وتكون له منظومة قيمية مرتفعة, ويحاسب نفسه, لكن يجب أن يكون هذا الحساب بمعقولية وبإنصاف للنفس.

الخجل قد يكون فيه شيء من الحياة وهذا أمر مطلوب، لئن تصبح أكثر تواصلا, وتتخلص من الخجل, أو الشعور بالحرجة في المواقف الاجتماعية, عليك أن تكثر من التواصل الاجتماعي, وعليك بأن تطور من مهاراتك الاجتماعية، الأمر بسيط جدا.

التدرب على السلام مهم جدا, وهذا أمر بسيط, لكن أن يتعلم الإنسان أن يحيى الناس ويحيهم بتحية الإسلام, وأن يكون مبادرا, وأن ينظر إلى الناس في وجوهم هاشا باشا, وأن يرد التحية بأفضل منها, فيا أخي هذه مهارات اجتماعية مهمة جدا تضعف كثيرا من الخجل.

ثانياً: لابد أن تكون لك غزارة في المعلومات حين تكون معلوماتك كثيرة ومكثفة وغزيرة, تستطيع أن تدخل مع الناس في حوارات, ومن خلال هذه الحوارات تجد أن درجة القلق والخجل بدأت تضمحل حتى تختفي تماما, فإذن المواجهة مهمة، والثقة في النفس مهمة، التزود بالمعارف مهم.

الملاحظات أن الذين يمارسون الرياضة الجماعية يتخلصون من الخجل والخوف الاجتماعي, وكذلك الحرص على صلاة الجماعة, وأن يكون الإنسان في الصف الأول بقدر المستطاع, وهذا فيه تدعيم نفسي كبير جدا للتخلص من قلق المخاوف, وحضور حلقات التلاوة مفيدة جدا, والمشاركة في الأنشط الثقافية والاجتماعية والخيرية أيضا تعود على الإنسان بالنفع, من حيث تطوير المهارة الاجتماعية, والقدرة على المواجهة, صلة الأرحام، مساعدة الضعفاء.

فهنالك أشياء كثيرة جدا يمكن من خلالها أن تتخلص من الخجل, وفي نفس الوقت سوف تشعر بالرضى والسعادة إن شاء الله, وهذا يجعلك حقيقة لا تتذكر إلا ما هو جميل في ما مضى من أيام.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً