الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شرود الذهن وعدم القدرة على التحكم في الجسد مع صعوبة في النوم .. ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أود أن أشكركم جزيل الشكر على إتاحة الفرصة لنا للتواصل معكم, وجزاكم الله خيرًا على أعمالكم القيمة, حفظكم الله, وبعد:

كي لا أطيل عليكم ألخص لكم معاناتي النفسية؛ لعلي أجد عندكم الحل بإذن الله تعالى.

دائمًا أعاني من مشكلة شرود الذهن, وفي بعض الأحيان أحس وكأني لا أتحكم في جسدي, وكأن عقلي لا يتوافق مع جسدي, وأطلب منكم الطرق لكي أقوي ثقتي في نفسي؛ لأني - والعياذ بالله - أشعر وكأني لا أحب نفسي, وأيضًا وقت النوم لا أستطيع النوم إلا بصعوبة بالغة, وفي بعض الأحيان تأتيني كوابيس لأحداث وقعت في حياتي.

كما أني أعاني من نحافة حيث إن عمري 23 سنة, ووزني بين 45 و 50 كلغ, ورغم كل هذا -والحمد لله - أنا حاصل على الإجازة في الدراسة, وأكافح لأجل إتمام حفظ القرآن الكريم إن شاء الله, وأتمنى من الله أولاً ثم منكم ثانيًا أن تعينوني كي أرتاح نفسيًا, وجزاكم الله خيرًا, وعذرًا إن أخطأت العنوان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب، ونحن من جانبنا نشكرك على ثقتك في هذا الموقع, وعلى كلماتك الطيبة.

خلاصة حالتك أنها تتمركز حول ضعف التركيز, والنحافة الجسدية, واضطراب النوم، وحالة القلق التي جعلتك لا تحس بارتياح, وأنا أعتقد أن حالتك هي حالة قلق نفسي في المقام الأول، والقلق النفسي يؤدي إلى كل الأعراض التي ذكرتها، ونقص الوزن كثيراً ما يكون مرتبطًا بالاكتئاب النفسي أيضًا لكني لا أرى أنه توجد مؤشرات تجعلني أعتقد بأنك تعاني من اكتئاب نفسي، عموم العلاجات الدوائية التي سوف نصفها لك يعرف عنها أيضًا أنها محسنة جدًّا للمزاج, لكن قبل أن أقترح العلاج الدوائي أقول لك: أنت رجل صاحب إنجازات, يسر الله لك حفظ كتابه, وهذا أعظم رصيد يمكن أن يكتسبه الإنسان في حياته, وأعتقد أن ذلك يجب أن يكون مفتاحًا أساسيًا لك لتثق في نفسك, والثقة في النفس هي مشاعر إيجابية حول الذات ومقدراتها, وأن لا يحكم الإنسان على نفسه بالمشاعر السلبية, احكم على نفسك بأعمالك.

يا أخي الكريم: هل هنالك أعظم من أن تحمل كتاب الله بين جنباتك؟! أنت رجل مفيد لنفسك وللآخرين، ويجب بالفعل أن تحس بقيمتك الذاتية, وهذا لا يعني أبدًا تعظيمًا للذات فوق ما يجب أن تكون, أو هو افتقاد للتواضع، أيضًا عدم تقييم النفس واحتقارها هو مشكلة أساسية.

فيا أخي الكريم: انظر إلى نفسك بإيجابية, وحاول دائمًا أن تدير وقتك بصورة صحيحة، وفي ذات الوقت أنصحك بأن تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة, فهذا يحسن التركيز, وممارسة التمارين الرياضية المعقولة والبسيطة فيها خير كثير, وهنالك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء وهي ذات فائدة عظيمة جدًّا للتحكم في القلق, وتحويلها إلى قلق إيجابي, وانظر (2136015)

بقيت نقطة مهمة من وجهة نظري وهي أن تقوم بإجراء الفحوصات الطبية الرئيسية والأساسية, وهذه الفحوصات يجب أن تشمل مستوى الهيموجلوبين لديك، والسكر، ومستوى الدهنيات، وكذلك وظائف الكلى والكبد، ووظائف الغدرة الدرقية، فهذه مهمة, خاصة مع حالة فقد الوزن التي تعاني منها؛ لأن زيادة نشاط الغدة الدرقية قد يؤدي إلى اضطراب في النوم, ويؤدي لقلق نفسي, وكذلك يقلل من الوزن كثيرًا، أرجو أن تتأكد من هذه الفحوصات وتعرضها على طبيب، وإن شاء الله تعالى إذا كانت الأمور كلها سليمة وطيبة، من خلال من ذلك نتعامل مع حالتك كحالة نفسية قلقية عادية.

أرجو أن تتبع الإرشاد الذي ذكرتها لك، وأن تتناول أحد الأدوية المساعدة في النوم والمحسنة للمزاج, والتي إن شاء الله تعالى تحسن أيضًا شهيتك للطعام، والدواء الأحسن والأفيد لك هو العقار الذي يعرف باسم ريمارون (Remeron), واسمه العلمي هو ميرتازبين (Mirtazapine), وقد يسمى بمسميات تجارية أخرى في البلد الذي تعيش فيه؛ لذا أسأل عنه تحت مسماه العلمي، والجرعة المطلوبة في حالتك نصف حبة أي (15ملغ) تناولها ليلاً لمدة شهرين, بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ثلاثين مليجرامًا, تناولها أيضًا لمدة شهرين, ثم خفضها إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين, ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء, وهو يعتبر من الأدوية الممتازة والفاعلة والسلمية جدًّا، وله بدائل كثيرة, وإن لم تجده ففي مثل هذه الحالة يمكن أن تتواصل مع طبيبك وسوف يوضح لك البدائل المتوفرة.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً