الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ندعو لأصحاب المعاصي أم ندعو عليهم؟

السؤال

السلام عليكم..

عندي أستاذ يقول لنا: إن هؤلاء الذين يسرقون ويعملون مصائب عندهم مشاكل أدت إلى ذلك, فهم فقراء, فهل يجب أن ندعو لهم, ونقول أصلحهم الله أم هل يجب أن نحتقرهم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فأهلاً بك - أخي الفاضل - في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يحفظك بحفظه, وأن يبارك فيك وفي أهلك.

وبخصوص ما سألت عنه - أخي الفاضل - فإن الدعاء لأهل المعصية بالهداية والتوبة منهج القرآن, وقد قال الله في أوصاف المتقين :" الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ".

فالخطأ وارد حتى من أهل الصلاح, والدعاء للمسلم بالهداية - وإن كان عاصيًا - أمر مشروع، بل الدعاء للكافرين بالهداية أمر جائز, وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دعا لبعض الكفار بالهداية، كما ثبت في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اهد دوسًا", وفي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي: أنه صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اهد ثقيفًا", وقد جاء في الحديث الذي رواه أحمد والترمذي أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي صلى الله عليه وسلم رجاء أن يقول لهم: يرحمكم الله, فكان يقول: "يهديكم الله, ويصلح بالكم".

وعليك - أخي الحبيب - أن تدرك أن أهل المعاصي ليسوا سواء, وأنهم في دائرة عفو الله عز وجل، والأصل أن يحب المرء لأخيه ما يحبه لنفسه.

نسأل الله أن يعفو عنا وعنهم, وأن يهدينا وإياهم سبل الرشاد, ونحن سعداء بتواصلك معنا, والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً