الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحتاج معرفة درجة يقيني بالله، فكيف السبيل إلى ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سؤالي بسيط: أنا فتاة متدينة، أُصلّي جميع الصلوات، وأصوم، وأدعو، وأقوم الليل، وأقرأ القرآن الكريم وأختمه أكثر من مرة، والحمد لله الذي هداني لهذا، وكلي ثقة ويقين بالله، وبِتدابيره، وبكل شيء، وأؤمن أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

أحيانًا يراودني تساؤل: كيف أعرف أو أتيقّن أن عندي يقينًا كبيرًا؟ مع العلم أن هذه الأفكار قد تكون وساوس، لكنني أريد أن أنهي هذا التساؤل إلى الأبد، كيف أعرف إن كان لدي يقين؟ وكيف أعرف إن كان يزداد؟ خصوصًا أنني عندما أدعو الله بأشياء، تتحقق والحمد لله، وإذا تأخرت عن الصلاة، أو كنت متعبة قبل الفجر، والشيطان يوسوس لي ألا أقوم لأداء قيام الليل، أشعر بتأنيب الضمير، فأقوم للصلاة، ولا أرتاح إلا بعد أدائها، حتى في صلاة العشاء، إن قررت أن أُصلّيها قبل الفجر لظرف معيّن، لا أستطيع النوم، ويؤنّبني ضميري، ولا أرتاح إلا بعد الصلاة.

يرجى الإجابة، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل كل شيء أهنئك بهذا الالتزام من الصلاة، والصوم، والدعاء، وقيام الليل، وقراءة القرآن، ونسأل الله أن يزيدك من هذا الخير العميم، كما ونسأله الثبات والاستقامة لنا ولك ولكل مسلم.

‏وأما سؤالك عن وجود اليقين، أو ما تعانينه أنه أحيانًا يأتيك وساوس بعدم اليقين، فيمكن أن تواجهيه بالآتي:

١- مدافعة هذه الوسوسة والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن الشيطان قاعد لابن آدم في طريقه، كما قال رسول الله صلى الله وسلم:(إن الشيطان قاعد لابن آدم في أطرقه كلها) أخرجه أحمد والنسائي، فالشيطان حريص كل الحرص على أن يصرفك عما أنت عليه من الخير، فإن لم يستطع صرفك عن الخير، شغلك بهذه الخواطر، والقلق بشأن عدم اليقين، أو ضعفه، فدافعي هذه الوساوس.

٢- عليك بتعزيز اليقين من خلال آيات القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، مع الثقة بالله تعالى.

٣- الاستعانة بالله واللجوء إليه تعالى، والدعاء بتقوية الإيمان واليقين، وأن يصرف عنك هذه الشكوك والأوهام.

٤- طلب العلم والازدياد منه، وسماع دروس العلماء، كلها تقوى يقينك، واليقين ينال بالصبر والاستمرار على الطاعة، كما قال تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وقال تعالى: (لعلكم بلقاء ربكم توقنون) وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا) رواه الترمذي.

قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- "اليقين الإيمان كله"، فكوني على يقين بالله تعالى، وعلى يقين بآيات الرزق، وآيات الدعاء، وآيات النصر كلها وعود من الله تعالى، فالزمي اليقين، وأنت على الخير واليقين، والدليل على ذلك أن الله تعالى يستجيب لك الدعاء كما ذكرت، وكذا حينما تجدين نفسك متعبة قبل الفجر، والشيطان يوسوس لك بعدم القيام لصلاة الليل، ولكنك تقومين، كل ذلك دليل على اليقين والتوفيق، وكذلك تأنيب الضمير عند التقصير، كل ذلك علامة اليقين والتوفيق.

فاحمدي الله عز وجل على هذا التوفيق والخير، ولا داعي للقلق، وأكثري من هذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله وسلم: (الله الله ربي لا أشرك به شيئًا) حسنه الحافظ ابن حجر.

‏وفي الأخير أسأل الله تعالى لك الثبات على الإيمان واليقين، والعمل الصالح.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً