الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاندرال وأثره في علاج سرعة ضربات القلب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أعاني من ارتجاع في المريء, ذهبت للطبيب وطلب مني تحليل جرثومة المعدة, وظهرت نتيجة التحليل إيجابية, فبدأ الطبيب بعلاج الجرثومة, وعلاج ارتجاع المريء, وكان من ضمن الأدوية لعلاج سرعة ضربات القلب اندرال 10 مرتين يوميا, صباحا ومساء, ثم بعد أسبوعين جمع لي الطبيب جرعتي الصباح والمساء في جرعة واحدة بعد الغداء, لمدة أسبوعين, ثم طلب مني التوقف عن الاندرال مرة واحدة دون تدريج.

كنت قرأت استشارة من قبل أنه يفضل التدريج في الاندرال, فهل هناك خطورة من توقف الاندرال مرة واحدة؟ علما أن أقصى جرعة أخذتها هي عشرون ملجراما في اليوم.

وتقبلوا فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الاندرال (والاسم العلمي البروبرانولول Propranolol) هو من مجموعة خاصة من أدوية القلب التي تستخدم لأمور عديدة, منها زيادة عدد ضربات القلب, أو التسارع, ومنها الضغط, وأمور أخرى غير قلبية, منها دوالي المريء, والصداع, وأيضا تعمل بآلية معينة, وهي أنها تعيق بعض العمليات التي لها علاقة بمستقبلات تسمى بمستقبلات بيتا Betareceptors, والمجموعة التي تنتمي لها الاندرال تسمى حاصرات بيتا Beta Blockers.

حاصرات بيتا تعوق هذه العمليات من خلال الهيمنة على مستقبلات بيتا, ومنع الرسل الكيميائية من الاتصال بتلك المستقبلات, ويبطئ هذا ضربات القلب, ويحسن قدرة الإشارات الكهربائية في القلب على التوصيل, ويؤدي إلى انبساط الأوعية الدموية, ويخفض ضغط و «بروبرانولول» (انديرال Ideral Propranolol) العلاج الأول في هذه الفئة قد جرى تطويره في أواخر الخمسينات.

حاصرات بيتا هي مضادة للادرينالين، وتعمل عن طريق منع الادرينالين من العمل على مستقبلات بيتا، ونتيجة تناولها فإنه يحصل بطءٌ في ضربات القلب هي ضربات قلب بطيئة, أحيانا بحدود 50 ضربة في الدقيقة مقارنة بـ 60 ضربة أو أكثر بالنسبة إلى أغلبية البالغين, مع كمية أقل من الدم يجري ضخها مع كل ضربة, وينخفض ضغط الدم, وينخفض الحمل على القلب.

هناك أبحاث تؤكد بشكل واضح بأن تناول حاصرات بيتا بعد الإصابة بأزمة قلبية يقلل من احتمالات تكرار الأزمة, أو الوفاة المفاجئة, كذلك تطيل هذه العقاقير العمر, مع التمتع بصحة أفضل مع عجز القلب.

ومن حيث الأمان فإنه ليس له أعراض جانبية خطيرة تهدد الحياة, وتعتمد الجرعة التي يمكن تناولها من حاصرات بيتا على العلاج، حيث يمكن تناولها مرة يوميا، وهي الأقراص ذات المفعول الممتد، وهناك أنواع أخرى ينبغي تناولها مرة صباحا ومرة مساء.

من المهم البدء بجرعة منخفضة، ثم زيادتها تدريجيا، حيث قد يؤدي البدء بتناول جرعة كبيرة إلى خفض ضربات القلب, وضغط الدم إلى حد خطير.

من ناحية أخرى فإنه من الضروري أن يكون التوقف عن تناول حاصرات بيتا بحذر كما قلت، حيث إنه من الخطر التوقف فجأة عن تناوله، لأن ذلك ربما يؤدي إلى الإصابة بتسارع في القلب قد يكون شديدا, ومن كان يعاني من ذبحة في السابق فقد يحصل له ذبحة صدرية أخرى, ويمكنه أيضا أن يؤدي إلى الإصابة بأزمة قلبية, أو جلطة, أو عدم انتظام ضربات القلب، وإن كان ذلك يحدث في حالات نادرة, ويمكن أن يساعد التقليل التدريجي للجرعة في تفادي هذه المشاكل.

لذى يفضل التنزيل التدريجي, فكلما كانت الجرعة أكبر كان التنزيل أبطأ, أما إن كانت جرعة صغيرة فيمكن تنزيلها بسرعة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً