الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتماعي مع أصدقائي وخجول مع أهلي... فما توجيهكم لي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أرجو من الله جل وعلا أن تكونوا سببا في سعادتي في الدنيا والآخرة, مشكلتي تكمن في الابتعاد عن أسرتي, فلست كثير الجلوس معهم، فبالتالي لست كثير الحديث معهم، بالرغم من أن لدي نجاحات كثيرة في حياتي اليومية, فأنا كثير الخروج مع أصحابي، وكثير الجلوس معهم، فبالتالي هم أكثر من يعرفون عن تفاصيل حياتي, وليس لأهلي نصيب في ذلك، فأنا أشعر بالحرج في الحديث مع والدي وأهلي عموما، حتى عن أبسط الأمور، وأغبط بعض أصحابي حين يحدثني أنه قال لأبيه كذا وكذا أو استشاره في أمر ما.

أيضا أنا حسن الأخلاق، وصاحب ابتسامة مع من أقابلهم, إلا أني لا أستطيع الابتسامة كثيرا مع أهلي، علاوة عن الضحك معهم.

الخلاصة: أنني أشعر بالحرج دائما مع أهلي بعكس غيرهم.

والله يحفظكم ويرعاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا بشكل واضح ومميّز.

من المعتاد عن الشباب في سنك أن يبدأ يقضي مع أصدقائه أكثر مما يقضيه مع أسرته، فهذا هو الأمر الطبيعي؛ حيث أنك ولسنوات كثيرة أخذت من أسرتك الكثير، والآن أنت في مرحلة تهيؤك للتعامل مع الحياة في المجتمع وخارج الأسرة، فلا تقلق!

ومن الطبيعي أن يخرج الشاب مع أصدقائه، وبحيث لا يبقى إلا القليل من الوقت لأسرته.

ولكن هذا لا يعني أنه لا حاجة للتواصل مع أسرتك، بل هناك فوائد متعددة لهذا التواصل، وخاصة أن لديك نجاحات متعددة يمكنك أن تشارك فيها أسرتك.

إنك لا تستطيع الابتسامة كثيرا مع أهلك، ببساطة لأنك لا تجلس معهم ولا تعطي نفسك الفرصة لتحقيق هذا، فإذا أردت الحديث معهم والابتسام معهم فما عليك إلا أن تعطيهم فرصة لهذا، وتعطي نفسك هذه الفرصة.

إن في وسعك أن تفعل ما يفعله أصدقاؤك من قضاء بعض الوقت مع أسرتك، ولا يحتاج هذا الوقت أن يكون لساعات وساعات، فقد يكفي الوقت القصير، إلا أنه وقت تخصصه للحديث الهادئ والمطمئن مع أفراد أسرتك.

وأهم ما في الأمر أن تعزم على فعل هذا، وستستطيع بعون الله.
وفقك الله وقوى العلاقة بينك وبين أسرتك، وأقرّ الله أعينهم بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً