الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ارتجاع حموضة المعدة وعلاجه

السؤال

قبل 6 شهور أكلت من أحد المطاعم، ذهبت للدكتور وقال لي لديك طفيليات، وتعالجت منها، وبعدها أصابني تيفود الدم، وكان نسبته (160) والنسبة الطبيعية (40) وتعالجت منه، بعد ذلك جاءتني حموضة شديدة جداً، وارتجاع، ومشكلة في التنفس، ذهبت للدكتور وعمل أشعة للصدر، وقال لا يوجد شيء، وأعطاني دواءً للشفط يوسع الشعب الهوائية، ولما يأت بنتيجة، وأعطاني دواء جازيك للحموضة، وارتحت من الحموضة، لكن المشكلة في الارتجاع والنفس العميق، لا أستطيع التنفس وأخذ شهيق عميق. تعبت من حالتي.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن ما تعاني منه هو ارتجاع حموضة المعدة إلى أسفل المريء، وأحياناً إلى أعلى المريء، بسبب ضعف في المعصرة التي تفصل بين المعدة والمريء، وهذا يسمى بالارتجاع المعدي المريئي (Gastro esophgeal reflux) وهو ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث للكثير من الناس، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضاً مزعجة ومتكررة، فإنه يصبح مرضاً، فالصمام الذي بين المعدة والمريء يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم، فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع صاعدة إلى المريء، وهناك العديد من الأمور التي تسبب زيادة في الارتجاع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، ومنها:

- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحارقة، والنعناع، والكاتشاب.
- كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيراً عمل الصمام.

بعض المرضى يشكون من أعراض غير الحرقة في الصدر والحموضة، فإنه قد يشعر المريض بطعم حارق في الحلق أو الفم، بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، وبعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه آلام القلب، فإن لم يكن هناك شيء في الصدر مسبباً لك ضيق النفس -كما ذكر الطبيب الذي قام بفحصك- فقد يكون السبب هو الارتجاع نفسه.

أما العلاج فيجب تجنب مسببات الارتجاع، ومنها تجنب المأكولات والمشروبات التي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع، وتجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لابد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات، وعند النوم ينصح برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة (15 سنتيمترا) حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

العلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر، ويجب تناوله يومياً، وأحياناً مرتين في اليوم، مثل اللوزك والنيكسيوم أو البارييت وغيره؛ ولذا فإن كنت تتحسن مع الدواء فيمكن زيادة الدواء إلى حبة صباحاً وحبة مساءً قبل الطعام، ونتائجه بشكل عام جيدة، ويجب تجنب الأطعمة والعصائر الحامضة، فهي تزيد من حموضة المعدة، وتجنب امتلاء المعدة بالطعام الدسم، والأطعمة التي تم ذكرها.

بارك الله فيك وشفاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً