الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من سرعة في ضربات القلب، فما توجيهكم وما الدواء المناسب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من سرعة في النبض تقريباً طول اليوم، أتعرف عليها من الرقبة بحيث يكون واضحاً، وقد عملت تحاليل الغدة والنتيجة لا يوجد شيء، وعندما أرى ذلك أحس بتوتر، وقد أحس أني سأموت، وارتفاع في ضغط الدم بالرغم من أني فعلت جميع الفحوصات على القلب والرئة، والنتيجة لا يوجد شيء عضوي .

أعاني من قلة شديدة جداً جداً في النوم، وعند النوم أحس بثقل في صدري يمنعني عن النوم تماماً، ولا أنام إلا عندما آخذ (الزولام 25 ملجرام) وأحس بخوف شديد في صدري وضيق في التنفس وصداع شديد في أغلب الأحيان، وعدم التركيز عندما أتذكر مواقف كثيرة من الماضي المؤلم في الحب وغيره، بالرغم من أني كنت لا أهتم بذلك الأمر سابقاً، لا أدري ماذا حدث لي؟!

من نحو 6 شهور لا أعمل، وغير متزوج وعمري 32 سنة، أفكر في المستقبل وأهلي من الطبقة الغنية، ولكن لا أحد يساعدني مادياً أو معنوياً.

ماذا أفعل؟ الرجاء المساعدة لحل المشكلة النفسية التي أتعبتني، فهمي وخوفي الشديد من الضغط العالي والمرض الذي يؤدي للوفاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي ألاحظه أنك تعاني مما يعرف بقلق المخاوف، مع شعورك ببعض الإحباطات، وكلها - إن شاء الله تعالى – بسيطة وكلها يمكن أن تعالج.

ما تشاهده من نبض في منطقة الرقبة أو شعورك بتسارع في ضربات القلب والذي يصحبه ضيق في التنفس أو شعور بالضغط على الصدر، هذا كله ناتج من القلق النفسي، واضطرابات النوم أيضًا قد يكون القلق ساهم فيها.

هذا النوع من القلق يمكن أن يحوله الإنسان إلى قلق إيجابي، وذلك من خلال الفعالية، والفعالية نقصد بها أن يكون الإنسان نافعًا لنفسه ولغيره، ولا يمكن أن يكون الإنسان كذلك إلا إذا كان جادًا ومتوازنًا في إدارة وقته، ويعلو دائمًا بهمته ويبحث عن المعالي من الأمور، وأنا أرى دائمًا أن العمل قيمة عظيمة جدًّا، يُشعر الإنسان بكينونته وبكيانه، ويطور من مهاراته، ويحسن صورته الاجتماعية.

أيها الفاضل الكريم: هذا من أوائل ما يجب أن تنظر إليه، وهو أن تكون لك قيمة اجتماعية حقيقية من خلال العمل والعمل الجاد، وتطوير نفسك، وأنت الحمد لله تعالى لديك وظيفة، وهذا أمر جيد، وذكرت أن أسرتك من الطبقة الغنية، نسأل الله أن يديم الخير والنعم على الجميع.

بالنسبة لعدم مساعدتهم ماديًا لك: هذه الأمور بالطبع متروكة للأسرة ومنهجها، لكن بصفة عامة نقول (ليس الفتى الذي يقول كان أبي، إنما الفتى من يقول ها أنا ذا) أنت الحمد لله في قمة شبابك ولك طاقاتك النفسية والجسدية، وتستطيع أن تعتمد على نفسك، وفي ذات الوقت لا أعتقد أن أهلك سوف يبخلون عليك أبدًا فيما هو ضروري.

عمومًا هذه المشكلة يجب ألا تؤرقك، لأني لا أرى أنها مشكلة حقيقية.

أود أن أنصحك بأن تقطع هذه العلاقة مع الزولام، هو دواء لطيف جدًّا ويساعد على النوم، لكنه إدماني ولا شك في ذلك.

هنالك بدائل علاجية دوائية أفضل وسليمة وتحسن كثيرًا من أعراض قلق المخاوف، من هذه الأدوية العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (مودابكس) هو دواء يوجد في مصر، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) أعتقد أنه سيكون خيارًا جيدًا في حالتك.

ابدأ في تناول السيرترالين بجرعة حبة واحدة – أي خمسين مليجرامًا – تناولها ليلاً، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلاً لمدة شهرين، ثم خفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا المقترح أعتقد أنه سوف يناسبك جدًّا من حيث اختيار العلاج الدوائي، وإن أردت أن تقابل طبيبًا نفسيًا فهذا لا شك أنه أفضل كثيرًا.

أود أيضًا أن أطلب منك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هنالك تمارين التنفس التدريجي، وتمارين قبض العضلات وشدها، ثم إطلاقها واسترخاءها، هذه التمارين ذات قيمة علمية كبيرة لمن يطبقها، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015)، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي لا شك أنه سوف يقوم بتدريبك عليها، وهذا ربما يكون أفيد.

ممارسة الرياضة تعتبر من الضروريات التي تكمل الصحة النفسية والجسدية فكن حريصًا عليها.

بالنسبة للماضي وما ذكرته من خبرات سابقة وتجارب قد لا تكون مُسرة، أقول لك إن الماضي هو الماضي، وهو عبرة وليس أكثر من ذلك.

في موضوع العلاقات والحب: هذه مشاعر إنسانية، وأنت الحمد لله تعالى الآن في مرحلة النضوج النفسي، وأعتقد أن توجهك الحقيقي يجب أن يكون نحو الزواج، وأن تبحث عن الزوجة الصالحة التي تجد - إن شاء الله تعالى – عندها السكينة والمودة والرحمة.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً