الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من إمساك وانتفاخ بالبطن، فهل هي أعراض القولون؟

السؤال

أعاني من إمساك وانتفاخ بالبطن، مع أصوات وغازات ونغزات بالبطن فوق السرة وعلى الجانبين، ونغزات بالجهة اليمنى واليسرى تحت الثدي، ذهبت لدكتور وقال عندك غازات، وأعطاني إبرة لكنها لم تنفعني، ولدي قولون، وأنا قلق وأخاف من المستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هذه هي أعراض القولون العصبي، ولابد وأن أحد الأطباء قد شخص لك هذا، فأنت تقول إن عندك القولون، وأحب أن أشرح لك ما هو القولون العصبي، فتعرفه وتتعايش معه.

أولاً: هو مرض شائع جداً، ويقدر نسبة المصابين بهذا المرض 20% من الناس، إلا أن الأعراض تختلف شدتها من شخص لآخر، لذا تجد معظمهم عندهم الأعراض، إلا أنهم قد تعودوا عليها، وأصبحوا يعرفون الأعراض والأمور التي تزيد الأعراض.

ثانياً: ما هو مطمئن أنه مرض لا يتحول إلى مرض آخر، أي أنه مع الزمن لا يتحول إلى مرض آخر، وليس مرضاً عضوياً، أي أن كل الصور والتحاليل تكون طبيعية.

ثالثاً: هذا المرض مرتبط ارتباطاً كبيراً بالحالة النفسية للمريض، فتزداد الأعراض مع التوتر والقلق والخوف والضغوطات الاجتماعية، وتخف في الأوقات الأخرى، وهناك بعض الأطعمة التي تهيجه، والمريض يتعرف عليها مع الوقت ويتجنبها بنفسه.

رابعاً: تتحسن الأعراض -بإذن الله- مع الأدوية، ولكن يمكن أن تعود إذا توقف المريض عن الدواء.

أما عن أعراض القولون العصبي فهي:

-الانتفاخ والغازات.
- خروج المخاط مع البراز.
- الإمساك.
- الإسهال بعد الطعام أو في الصباح الباكر، أو كلاهما معاً.
- الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام.
- الرغبة في الذهاب للحمام.
- آلام في البطن ومغص وتزول بعد الذهاب للحمام.
- خروج أصوات واضحة من البطن يسمعها القريب منك.

والمثيرات المباشرة لأعراض القولون العصبي متعددة، ومنها:
- التدخين.
- المشروبات الغازية.
- بعض الأدوية.
- القهوة والشاي.
- الأطعمة المقلية.
- التوابل والبهارات.
- البقوليات (الحمص، العدس) وبعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية,الباذنجان).
- الإجهاد النفسي والغضب، والضغوط والقلق.
- التعرض لتيارات الهواء الباردة.
- وجبة كبيرة على غير المعتاد.
- أكل الطماطم بقشرها، أما بدون القشر فلا تثير القولون.
- اللبن والحليب.
- ممارسة العادة السرية يسبب الانتفاخ والتوتر.

وأما علاج هذه الحالة فيبدأ بطمأنة المريض أن هذا المرض ليس خطيراً، وليس عضوياً، ومعرفة ارتباطه مع الأطعمة والوضع النفسي، فإنها تساعد المريض كثيراً، ويطلب أيضاً أن تمارس الرياضة كرياضة المشي أو الجري، فهذا يساعد -بإذن الله- كذلك ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه مفيدة أيضاً، ويمكن أن تجد المواقع الكثيرة التي تشرح كيفية ممارستها، وتجنب الأطعمة التي تترافق مع الأعراض، وتعلم التعامل مع الإجهاد النفسي.

ضع لنفسك جدولاً على شكل سِجِلٍّ تكتب فيه على مدى شهر ما تفعله من أكل وشرب ونشاط رياضي، وتسجل توقيت ذلك باليوم والساعة، وكذلك وقت ومدة أي شعور بالإجهاد النفسي، فذلك قد يفيدك في تحديد الطعام المثير لأعراض اضطراب القولون العصبي، ومدى تأثير الإجهاد النفسي، وفائدة الرياضة لك.

أما العلاج الدوائي فهو كالتالي:

- Dysflatyl وهو للغازات، ويؤخذ ثلاث مرات في اليوم.
- دواء duspataline 3 مرات باليوم قبل الطعام بـ 20 دقيقة لآلام البطن.
- ومن الأدوية التي تفيد في تخفيف حالة القلق والقولون العصبي دواء يسمى Dogmatil دوغماتيل 50ملغ مرتان في اليوم ولعدة شهور، ثم يمكن أن تنزل لجرعة لمدة شهر إلى شهرين، ويمكن بعدها التوقف عنه.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر عبد الجليل

    بارك الله فيك تحليل ممتاز اضافة فقط، أكثر من سماع القرآن فهو مفيد كثيرا للقولون العصبي. مشكور

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً