الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعراض القولون العصبي وما تسببه من مخاوف

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 24 سنة, كنت أعاني من نوبات الهلع منذ 3 سنوات, وأستخدم السبراليكس 10 جراما يوميا, والحمد لله اختفت عني نوبات الهلع, وكان ينتابني القلق والتوتر والوساوس من الأمراض, أو من أشياء كثيرة, وكان محورها الرئيسي هو الموت, وكنت كثير التفكير.

سافرت وعندما رجعت من السفر أتتني نوبة بعد اختفاء دام 3 سنوات, وكانت النوبة جدا قوية, وكانت على مرحلتين, أي تتوقف ثم تعود, ذهبت إلى مستشفى قريب, وكان الوضع طبيعيا من حيث الدم والغدة الدرقية, كلها معدلها طبيعي, وبعد النوبة بأسبوع واحد أصبحت أعاني من الغازات بشكل يومي, أي ترافقني بكثرة وبتقلصات بالبطن, وبعض الأحيان إمساك, وبعض الأحيان إسهال, وتكون في الصباح أو بعد الأكل.

تكون التقلصات في الأمعاء, وأشعر بالهواء في أمعائي, فلما ذهبت إلى طبيب, وصف لي علاجا وقال لي: هو القولون, ولكن لم أستفد من العلاج الاستفادة الكاملة, وهو مضاد حيوي, وحبوب قبل الأكل.

ما زالت الغازات موجودة معي, تارة إسهال وتارة إمساك, ورأيت تقريرا طبيا أفزعني وهو عن سرطان القولون, فصرت كثير الوسوسة في هذه الأمور, فكم ستستمر أعراض القولون العصبي؟

أشكر لكم حسن قراءتكم, وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

أيها الفاضل الكريم: أعراض القولون العصبي يمكن أن تكون على نفس الشاكلة التي تعاني منها, وهي كثرة الغازات, والإسهال تارة, وتارة أخرى إمساك, وألم في البطن, ليس بالشديدة, لكنها مزعجة ومملة لصاحبها.

هذه الأعراض هي من أعراض القولون العصبي, لكن أرى أنك الآن في وضع لا بد أن نتخذ فيه إجراء وخطوة عملية؛ لاطمئنانك, وهي أن تذهب وتقابل طبيب الجهاز الهضمي, فالإنسان حين يدخل في مخاوف حول الأمراض -خاصة أمراض السرطان- من العصوبة جدا إقناعه بأنه لا يعاني من أي شيء من هذا القبيل، لكن الذهاب إلى الطبيب المختص, وإجراء الفحوصات اللازمة, والتحاور والتشاور مع الطبيب هو الآلية الوحيدة التي سوف تطمئنك.

أخي الكريم: اذهب لطبيب مختص بالجهاز الهضمي, وإن شاء الله تعالى سوف تجد منه كل النصح والتوجيه, وتطمئن تماما على حالتك.

بالنسبة لموضوع المخاوف هذه؛ أعتقد أن السبرالكس سيكون جيد, وأنا أرى أن ترفع الجرعة تدريجيا حتى إلى (20) مليجراما في اليوم, وهذه تستمر عليها لمدة شهرين, ثم تخفض الجرعة إلى (10) مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر, ثم تجعلها (5) مليجراما يوميا لمدة شهر, ثم (5) مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذا رأى طبيب الجهاز الهضمي إضافة دواء آخر مثل الدوقماتيل الذي يعرف باسم سلبرايد؛ فهذا أيضا سوف يكون جيدا ونافعا لك، ولا شك أن الرياضة ذات تأثير إيجابي جدا لعلاج القلق, والتواتر, والأعراض النفسوجسدية الناشئة من الجهاز الهضمي.

كن حريصا على ممارسة الرياضة، وأرجو أن لا تقلق، فأنت بفضل الله تعالى تعمل في المجال الخيري، وهذا مجال ممتع يجعل الإنسان يحس بالرضى ويطور مهاراته الاجتماعية, وأعتقد أن ذلك سوف يعود عليك بالخير الكثير فيما يخص صحتك الجسدية والنفسية, ولك إن شاء الله تعالى أجر الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً