الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بضيقة نفسية وضعف في التركيز.. فما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرضت لضغط نفسي، وما أن عدت من المنزل حتى مارست العادة السرية، لا أدري لماذا مارستها، ربما بسبب الضغط الذي لحقني، أنا -الحمد لله- الآن تبت منها، وبإذن الله لن أعود إليها، وبعدها بيومين تفاجأت بأعراض القلق لدرجة أني استيقظت من النوم مفزوعا من الذي حصل لي رغم أني نسيت الضغط الذي لحقني، ومن هنا بدأت معاناتي عانيت من الأعراض التالية، وهي القولون العصبي، ضعف التركيز الشديد، الشعور بالضيق، انخفاض في المزاج، وخاصة فترة الصباح، الإرهاق الصباحي.

في بداية مرضي أصبت فقط بالأرق، الرغبة بالموت، الشعور بالإرهاق عند ممارسة أي شيء، -والحمد لله- بعد مضي الشهور تحسنت حالتي، تحسن التركيز لدي، لكنه لم يعد كما كان لازال هناك ضعف في التركيز، أيضا تحسن القولون العصبي، لكنه موجود، وذهبت جميع الأعراض، بقي عرض ألا وهو كثرة التفكير، لا أدري كيف أصفه لكم، لكني أشعر أن عقلي دائما مشغول! ورغم ذلك تأقلمت مع وضعي ورضيت به، وعموما جاء التحسن من إرادتي.

حدثت انتكاسة بعد سنة تقريبا، كانت في فترة اختبارات لا أدري ما الذي حصل لي؛ فجأة أتتني ضيقة بصدري لم أستطع النوم بسبب شدة الضيقة، استمرت لدي أعراض القلق هذه حوالي أسبوع، ومن ثم خفت، ومن أعراضها الأرق، وضيق الصدر، وعدم المقدرة على الأكل، وانسداد الشهية، وإذا أكلت أشعر أني سوف أتقيأ، صعوبة في التنفس، وارتفاع ضربات القلب والإحساس بها.

من بعدها أشعر أن الأعراض القديمة عادت: الإرهاق الصباحي، وانخفاض المزاج، وضعف التركيز اشتد علي، وأيضا القولون العصبي اشتد علي، وأيضا أعاني من الإرهاق عند مزاولة الرياضة، وأشعر بآلام في الساقين.

أشعر أن أعراض الاكتئاب عادت، لكنها أخف وطأة من الأولى، ربما لأني مررت بها، استخدمت عددا من الأدوية منها: الدوجماتيل، والفلونكسول، ولم أجن من ثمرتها شيئا، أشعر أنه لا فائدة منها.

وربما تحسنت عليها، لكني لم ألاحظ، والآن أنا مستمر على الفلونكسول.

أريد تفسيرا لحالتي، وهل يمكن علاجها، أو على الأقل أعود كما تحسنت من قبل؟

أتوقع أني قد راسلتكم من قبل بنفس هذا البريد، واستفدت منكم كثيرا، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مما ورد في استشارتك، أستطيع أن أقول أن حالتك قد تأرجحت ما بين الخوف والقلق والتوتر وعسر المزاج، والذي يظهر لي أنك شخصية حساسة ولطيفة، وقلقة في ذات الوقت؛ لذا يسهل موضوع الضيقة النفسية -أيها الفاضل الكريم-.

وموضوع الضيقة التي تأتي في صدرك ناشئة من القلق، وليس أكثر من ذلك، أنت مطالب بأن تكون أكثر حيوية، وأن تكون أكثر إيجابية، وأن تنظم وقتك، وهذا مهم جداً في حالتك، وأنا حقيقة أريدك أن تقابل طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني، أو الطبيب في الرعاية الصحية، أو المركز الطبي، وذلك بأن تقوم بفحوصات عامة، ويجب أن تتأكد من نسبة الدم، لديك ونسبة فيتامين (د)، وكذلك وظائف الغدة الدرقية، وهذه الفحوصات نراها مهمة حتى يكون لدينا قاعدة طبية، ونتأكد -إن شاء الله- من خلالها بسلامتك الجسدية.

بعد ذلك يأتي أمر أرى أنه من الضروري أن تمارس الرياضة، ومن الضروري بأن تنظم وقتك، ومن الضروري أن تكون الدافعية والفعالية أفضل، أنت في سن صغيرة في بداية أعتاب سن الشباب، ولا بد أن تفكر وتستدرك هذا الأمر؛ لأن هذه السن يمكن أن يستفيد منها الإنسان كثيرا يتوجه التوجيه الصحيح.

ينبغي أن يكون لك مشاركة إيجابية داخل أسرتك، مشاركات بالأفكار، ومشاركات بالأفعال، العمل دائما على بر الوالدين ومساعدتهم، ويزيل هذه التوترات والقلق عليك أيضا بالصحبة الطيبة، وإن شاء تجد الخير.

وإسلام ويب لديها استشارة تحت: 2136015، هذه الاستشارة مخصصة في توضيح كيفية تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تطلع عليها، وإن شاء الله ستجد منها فائدة كبيرة جداً، خاصة فيما يتعلق بالضيق الذي تحس بالصدر.

عقار (الفلونكسول) الذي تتناوله الآن لا بأس به، هو دواء جيد، لكني أعتقد أنك إذا انتقلت إلى أحد الأدوية البسيطة المضادة للاكتئاب، والتي تساعد في علاج القلق، فهذا سوف يكون أفضل، ومن هذه الأدوية عقار (تفرانيل)، والذي يعرف باسم (امبرمين) بالرغم من أنه دواء قديم، لكنه ممتاز جدا، تناوله بجرعة 25 ملجم يوميا لمدة 3 أشهر، ثم تجعلها 25 ملجم يوما بعد يوم لمدة شهر توقف عن تناوله.

وبالطبع إذا قابلت الطبيب النفسي لمرة أو مرتين هذا أيضا سيكون أفيد بالنسبة لك.

أسألك لك العافية والتوفيق والسداد وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً