الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب تعرفت عليه في النت ورفضته، كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعرفت على شخص من النت، وطلب يدي ثلاث مرات وأنا أرفض، لكني مازلت أتواصل معه وهو لا يرد، وفجأة طلب يدي للمرة الثالثة والأخيرة، وأنا محرجة منه لأني لا أرغب في الزواج والاغتراب عن بلدي، وأعتقد أني السبب؛ فلو أوقفت الرسائل لما طلب يدي، لأني أحس بأني أحبه لكن لا أرغب بالزواج منه، الآن أشعر بالندم وأعتقد أنه غاضب مني ومقهور؛ لأني أهنت كرامته وأذللته، فماذا أفعل لأخرج نفسي من هذه المشكلة؟ أهلي لا يعرفون أني أتواصل مع شاب عبر النت، ولو علموا لذبحوني، أعرف أني ارتكبت أخطاء وأريد التوبة، وإرضاء هذا الشاب عني، أصبحت مهمومة فلا أستطيع النوم ليلاً لأني أفكر بما فعلته به، وهذه أول مرة أتعرف فيها على شخص واستمرينا لأربعة أشهر من التواصل، مع العلم هو ليس موظفاً وأخبرني أنه قريباً سيتوظف.

أتمنى النصح والإرشاد منكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بداية نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة التي حملتك على التفكير في التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، ولا شك أن الإنسان الذي يسعى لتصحيح أخطائه على خير كثير، فعجلي بالتوبة والرجوع إلى الله، وتوقفي فورًا عن التواصل مع هذا الشاب، لأن الإسلام لا يرضى بعلاقة بين شاب وفتاة في الخفاء، وليس هدفها الزواج، ولا تحتكم بضوابط هذا الشرع الذي لا يُبيح للمرأة التواصل مع الرجل بهذه الطريقة أيًّا كانت الأسباب والأحوال.

نحن نوقن أن في الأمر مرارة وصعوبة على الشاب، لكنّ المرارة الحاصلة الآن أخف بملايين المرات مما سيحدث لو أن العلاقة تمادت واستمرت وتعمقت أكثر، وأرجو أن تراقبوا الله تبارك وتعالى في سركم، واجعلي خوفك من الله الذي لا تخفى عليه خافية، فإن الواحد منا يستطيع أن يُخفي عن أهله وعن إخوانه الكثير، لكن الله يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، ولا يعزبُ عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، فسبحان من يعلم السر وأخفى، وسبحان من قال: {يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}، ذلك أحق أن نخاف منه، وأن تجتهدي في الخشية منه.

ولا شك أن الشاب سيكون متأثرًا، لكن خير له وخير لك أن تتوقفا تمامًا، وأرجو أن تتخلصي من الإيميلات الخاصة به، ونتمنى أن تحاولي أن تغيري إيميلاتك أو رقم الجوال أو وسيلة الاتصال بينكم، وإذا كان في هذا الشاب خير فسيبحث عنك ويأتي ليطلب يدك بطريقة رسمية، وعند ذلك سيكون القرار لأسرتك، لكن هذه العلاقة التي بُنيت على خطأ ما نريد لها أن تستمر قبل أن نُصححها بالتوبة.

واعلمي أن الرجل إذا تكلم مع المرأة وتكلمت معه وجمعهما الشيطان عبر هذا العالم الافتراضي، فإن الشيطان الذي جمعهما على المعصية هو هوَ الشيطان الذي سيأتي ليقول له: (كيف تثق فيها؟)، ويقول لها: (كيف تثقين فيه؟ ربما له أخريات) فتبدأ المشاكل والأزمات، واعلمي أن الكلام مع الرجال الأجانب -سواء مع هذا أو غيره– هو خصم من سعادة الفتاة، ومصدر بلاء وخطورة عليها.

هذا القلب الذي هو نعمة من الله تبارك وتعالى ينبغي أن تعمّريه بحب الله تبارك وتعالى، وبحب رسوله -صلى الله عليه وسلم– وبحب والديك، وبحب المسلمات الصالحات من أخواتك، ثم بحب الزوج الذي تؤجرين على حبه.

وندعوك إلى عدم التأثر بما حصل، فإن الألم مشترك، ولكن في كل الأحوال ليس لك أن تتواصلي، ولا تكرري الخطأ، فإنه ما تذكرك إلا لما كررت التواصل، فلا تجددي عليه الجراح، ولا تفتحي على نفسك أبواب الشيطان، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً