الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أميل لشاب أتواصل معه عبر تويتر، كيف أتخلص من هذا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باختصار شديد أحببت شاباً، وأتواصل معه عبر تويتر من أسبوعين فقط، ربما لم أحبه لكني أفكر فيه كثيراً وأتابع جديده، أعلم أن هذا الطريق خاطئ وقررت تركه، وأغلقت حسابي في تويتر نهائياً، ثم فتحت حساباً آخر حتى أحادثه، ما هي الطريقة الصحيحة التي أستطيع أن أخلص بها نفسي منه؟ وكيف أقاوم رغبتي في الحديث معه ومتابعته؟ أستصغر نفسي جداً، وأتمنى الخلاص.

جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم ورحم والديكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر.س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب لك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذا الشعور النبيل الذي حملك على التواصل مع الموقع، والذي دفعك للتوقف عن هذه العلاقة، فإن النفس اللوامة هي التي تنمي في نفس صاحبها الخير، واعلمي أن الفتاة هي الخاسر الأول والأخير من مثل هذه العلاقات التي تكون خارج الأطر الشرعية، ولذلك نتمنى أن تستمري في هذا التوقف، وأن تستمعي لنصح الناصحين، ونحن نحرص على نصحك فأنت في مقام البنت الغالية، ونحن لا نرضى لأخواتنا، وبناتنا مثل هذه العلاقات، ونرفض الاستمرار في هذه الطريق، واعلمي أن الفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس، ونسأل الله تعالى أن يعينك على الخير.

والطريق هذا، وإن كانت بدايته سهلة إلا أن نهاياته وخيمة؛ لأن الشيطان حاضر، ويزين المنكر ويجمع بين الشاب والفتاة بهذه الطريقة، وربما زين لهم هذه العلاقة، ولكن عواقبها وخيمة كما ذكرنا لك، واعلمي أن أي شاب يفقد الثقة في أي فتاة تقدم له التنازلات، وتتواصل معه في الرسائل ونحوها، وفي المقابل يحترم الشاب الفتاة التي تتأبى عليه، وتلوذ بحجابها بعد الله وإيمانها، وحيائها وتنال الاحترام عنده.

والإسلام يريد من الفتاة أن تكون مطلوبة عفيفة، لا طالبة ذليلة، والتواصل بالنت بهذه الطريقة عبر تويتر أو غيره بالكلام الجميل لا ينبغي، وكل إنسان يستطيع أن يمثل، لكن الإسلام يريد لهذه العلاقة أن تكون مكشوفة وفي إطارها الشرعي؛ لأنها مسؤولية، والشاب إذا أعجب بفتاة فالإسلام يوجب عليه أن يطرق باب أهلها، وكذلك إذا مالت الفتاة لشاب، فإن الإسلام لا يرضى لها أن تقدم التنازلات، وتجري وراءه، لأن الرجل دائماً يفر من المرأة التي تجري وراءه، ويجري وراء المرأة التي تهرب منه وتلوذ بحجابها وإيمانها بعد الله، ويصر عليها.

واعلمي أن الفتاة حساسة، وتحب الثناء، ولذلك نحن نرفض العلاقة هذه الطريقة المجهولة، ونحذرك من الشباب لأن منهم ذئاب، ونسأل الله تعالى أن يحفظك ويسلمك، ونتمنى أن تتذكري أن طاعة الله أغلى، وإن كانت هناك صعوبة في التوقف عن هذه العلاقة، فذكري نفسك أن الأصعب، والأخطر، والكارثة هي أن يستمر الإنسان في علاقة لا تنضبط بهذه الشرع الحنيف، الذي شرفنا به.

وندعوك إلى أن تشغلي نفسك بطاعة الله، وتعمري قلبك بحبه، وأن تنطلقي في المحافل بحب الله والعمل بشريعته التي شرفنا الله تعالى بها، وتذكري أن الله يستر على الإنسان ويستر عليه، حتى إذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها فضحة وهتكه، واعلمي أن ثقة أهلك بك غالية فحذاري أن تعبثي بهذه الثقة، وتذكري أن الطريق الذي بدايته خاطئة، لن يوصلنا إلا إلى نهايات خطيرة، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}، ونتمنى أن نسمع عنك خيراً في قادم الأيام.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً