الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني منذ الطفولة من خوف من الموت، كيف أتجاوزه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم على هذا الموقع.

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاماً، منذ الصغر وأنا أعاني من خوف شديد من الموت، وكنت دائماً أختنق وأذهب إلى المشفى، علماً أنه ليس هنالك سبب أثر عليّ، فأنا أعيش وسط عائلة سعيدة وكل شيء موفر.

منذ سنتين أصيب أبي بوعكة صحية، نقل إلى المشفى ولم يعد يتكلم، ولا يحرك نصف جسده، وأظن أن الخوف من الموت عندي زاد، ورجعت الأعراض التي كنت أعاني منها، فبعد مدة من مرضه مرضت بشدة، وأصبحت لا أنام ولا أملك شهية، وكلما أكلت شيئاً استفرغته، وآلام فظيعة في الرأس، وكنت دائماً أقول أني سأموت، وعملت كل الفحوصات للرأس والصدر، وتحاليل الدم وكل شيء سليم.

بقيت على هذه الحال شهرين، بعدها شفيت لكن الاختناق وآلام القلب لم تفارقني، فكلما جاءني ألم أقول أني سأموت، والآن أعاني من تدهور الصحة وفقدان الشهية، والشيء الجديد أعاني من أسبوعين جفافاً شديداً في الفم، ذهبت للطبيبة وطلبت تحاليل سكر، لكن إن لم يكن سكر فماذا؟ أنا كل ليلة أبكي خوفاً أن أموت، ساعدوني، أنا أتدمر في هذا السن، وأعاني من فشل في رجلي دون أي مجهود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قطعًا قد تأثرت بمرض والدك، نسأل الله له العافية والشفاء، وهذا كان تبعاته بالمزيد من الشعور بالخوف والقلق والتوتر لديك، فكل الأعراض التي ذكرتها من شعور بالاختناق، وما أسميته بآلام في القلب هي مجرد انقباضات عضلية ناتجة مما يمكن أن نسميه بقلق المخاوف، ومن الأعراض المنتشرة جدًّا كمكون رئيسي لقلق المخاوف هي الخوف من الموت، والناس تنزعج جدًّا لأمر الموت، لكن يجب أن يُعلم أن الموت هو حقيقة، وأن الخوف منه لا يقدم ولا يؤخر في عمر الإنسان شيئًا، والإنسان لا يستطيع أن يُدير أمر الموت، لكنه يستطيع أن يُدير حياته، لذا نقول للناس: استثمروا حياتكم، استثمروا أعماركم، واعملوا لما بعد الموت، واسألوا الله تعالى أن يحفظكم وأن يطيل أعماركم في صالح الأعمال.

هذا هو المطلوب منك -أيتها الفاضلة الكريمة-، وأريدك أن تملئي فراغك، هذا مهم جدًّا، الفراغ الذهني أو الفراغ الزمني هي من أسوأ الأشياء التي تؤدي إلى قلق المخاوف، وممارسة تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة سوف يكون لها عائد إيجابي كبير عليك، تؤدي إلى زوال القلق والتوتر والخوف، وحتى تساعدك -إن شاء الله تعالى- في تحسن الشهية.

أما موضوع الشعور بالجفاف في الفم، هذا ينتج أيضًا من القلق النفسي، وقد أحسنت الطبيبة في أنها قالت سأقوم بإجراء بعض الفحوصات مثل تحليل السكر، وإن كنت لا أعتقد أن حالتك تُشير إلى وجود مرض السكر، أرجو أن تناقشي الطبيبة حين تراجعينها مرة أخرى لنتائج الفحوصات، وأن تُشيري أننا نرى أنك تعانين من قلق المخاوف، وأن إعطائك دواء بسيطاً مثل العقار الذي يعرف باسم (باروكستين)، ويعرف تجاريًا باسم (زيروكسات)، ويسمى في المغرب تجاريًا (ديروكسات)، هو من أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف خاصة الخوف من الموت.

والجرعة المطلوبة في حالتك جرعة صغيرة، نصف حبة –أي عشرة مليجرام– يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ترفع إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

بهذا أختم وأقول -بارك الله فيك- حالتك بسيطة جدًّا، وكل عام وأنتم بخير، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً