الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق تنفس وألم في الصدر وعدم اتزان

السؤال

السلام عليكم

أنا أم لخمسة أولاد، وأعاني من مشا?ل كثيرة، منها عضوية ونفسية، فمنذ 5 أشهر كنت أعاني وعلى فترات متباعدة من ضيق تنفس، وألم في الصدر وعدم اتزان، فذهبت للدكتور وأجرى لي فحوصات وتخطيطاً للقلب، و?لها الحمد لله سليمة.

قبل ثلاثة أشهر توفي والدي، وبعد وفاته دخلت في حالة نفسية صعبة، كانت تحدث لي في المساء عند النوم سرعة ضربات قلبي، وآلام في رأسي، وإحساس بالقيء، وذهبت للدكتور وأجرى لي فحوصات، وطلب مني عمل (إيكو) على القلب وكلها سليمة فأعطاني (نوديبرين) وارتحت قليلاً عليه، وطلب مني الذهاب لدكتور أنف وأذن، وبالفعل ذهبت وأجريت فحصاً لجرثومة المعدة، وطلعت عندي بنسبة 180.

الآن أعاني من كتمة النفس وصداع مستمر، وضغط غير منتظم، أحياناً مرتفع وأخرى منخفض، وآلام تحت القدم، وتنميل وضربات القلب غير منتظمة، وأحياناً أشعر بأنني أحتضر!

ما سبب هذا التعب؟ علماً بأني أعاني أيضاً من الحساسية الآنية، وغضاريف فيها، والحمد لله على كل حال.

جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ heba حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لوالدك الرحمة ولجميع موتى المسلمين والمسلمات.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت لديك أعراض جسدية متعددة، وأعراضك هذه من الواضح جدًّا أنها انعكاس لحالتك النفسية.

الصلة بين النفس والجسد هي صلة وثيقة، ويُعرف أن النساء أكثر إصابة وتأثرًا بالعسر المزاجي، والعسر المزاجي هو نوع من الاكتئاب البسيط الذي قد يزداد وقد يتطور ويصل إلى اكتئاب نفسي يتصف بالكدر والشعور بالكرب.

أنت الحمد لله تعالى لم تصلي إلى هذه المراحل، أنا أعتبر حالتك هي حالة مما نسميه بالقلق الاكتئابي البسيط، وتجسدت أعراضك معظمها في أعراض جسدية، والذي يظهر لي أيضًا أنه حدثت لك ما نسميه بنوبة الهرع، وهي التي جعلتك تحسين بعدم الانتظام في ضربات قلبك، وكذلك أتاك الشعور بدنو الأجل، هذا نشاهده مع قلق المخاوف من نوع ما يسمى بـ (نوبات الفزع)، ويظهر لي أنها بسيطة، الحمد لله تعالى.

الذي أطلبه منك – أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن تقابلي طبيبًا نفسيًا، مع احترامي التام لكل التخصصات الأخرى، لكن الذي أراه أن الطب النفسي سوف يقدم لك الكثير والكثير، فأنت محتاجة بالفعل لدواء بسيط يحسن من مزاجك.

الـ (نوديبرين) لا بأس به، لكن قطعًا لا يكفي، فأنت محتاجة لدواء مثل اللسترال، أو السبرالكس، أو الإفكسر، هذه أدوية معروفة بفعاليتها الجيدة، معروفة أنها تحسن المزاج، تُزيل الآثار الجسدية والأعراض الجسمية، التي نشاهدها كثيرًا مع حالات القلق الاكتئابي.

كما ذكرت لك الاكتئاب عند النساء ليس من الضروري أبدًا أن يظهر في شكل شعور بالكدر والحزن الشديد، يكون هنالك عسر في المزاج، يكون هنالك أعراض جسدية، عدم شعور عام بالارتياح، هذه هي الأعراض التي نشاهدها، والمخاوف تكون أيضًا مصاحبة لهذا النوع من الاكتئاب.

أرجو أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، وأنا على ثقة تامة أنك إن شاء الله تعالى سوف يُكتب لك الشفاء التام بعد أن تتناولي أحد محسنات المزاج ومضادات الاكتئاب، وفي ذات الوقت أنصحك بالتفكير الإيجابي، في أنك الحمد لله تعالى أم، لديك الذرية، لديك بيت إن شاء الله تعالى، سعيد ومستقر.

كوني دائمًا في جانب التفاؤل والتدبر الإيجابي - هذا مهم جدًّا – الإنسان لا بد أن يتأمل تأملات إيجابية، خاصة حين تتساقط عليه الأفكار السلبية والتشاؤمية.

أنا أيضًا أنصحك بالرياضة - ممارسة الرياضة – قد تستغربين هذا الموضوع، لكن أؤكد لك وعلى أسس علمية متينة أن الرياضة ذات فائدة عظيمة، الرياضة تحسن المزاج، الرياضة تقوي النفوس، الرياضة تقوي الأجسام، وأنا أؤكد لك أنك سوف تقومين إن شاء الله تعالى بالأخذ بنصيحتي، وأي رياضة تناسب المرأة المسلمة أعتقد أنها سوف تناسبك جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً