السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والدي مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولا أعلم إن كان قد التزم بالعلاج من قبل، فهو متكتم في هذا الأمر، وإن كنت أظنه منكرا لمرضه من الأساس.
ولكنه منذ ٨ سنين يأخذ أدويته بشكل متقطع عند أمس الحاجة بالنسبة له هو، ثم يقطعها بعد يوم أو يومين.
تعبنا معه وبالأخص في مرحلة الهوس، والتي أصبحت تستمر لعدة أشهر، يصبح فيها كثير الكلام، متعكر المزاج، مفتعلا للمشاكل عند أتفه أمر.
واجهته بعلمي بمرضه فثار وأنكر، وقال: بأني أضخم الأمور، وباءت كل محاولاتي لإقناعه بأخذ الدواء بالفشل، كما أمرني ألا أتدخل بشؤونه الخاصة.
ليس لدي عم أو خال يتدخل لمساعدتي، أفكر في إعطائه الدواء سراً دون علمه، وبالأخص في مرحلة الهوس حتى لا تتفاقم المشاكل، لكني أخشى من أمرين:
١- أن يكتشفني بأن يشعر بخدر أو غيره فور أخذه للدواء.
٢- لا أعلم كيف يتفاعل الدواء مع أنواع الطعام المختلفة.
وجدت لديه الرسبيردال وزبركسا ولكني لا أعلم الجرعات، وأيضاً والدي لديه مرض السكر والضغط.
آسفة للإطالة، ولكني في أمس الحاجة لمساعدتكم، فوضعي النفسي في تدهور منذ آخر حالة هوس له، أصبحت كثيرة البكاء ولو من غير سبب، أكره سماع صوت والدي، وأشعر بتأنيب الضمير لذلك، أصبحت متشائمة، وأصابني الملل من كل شيء، اضطرب نومي وشهيتي التي أصبحت هي الأخرى متقلبة، فتارة أجدني آكل بشراهة وتارة أمتنع عن الطعام.
أفكر بالذهاب للطبيب النفسي ولكني أخشى اعتيادي على أدوية الاكتئاب، وألا تجدي معي نفعاً، خصوصا مع وضع والدي.
أنا سبق وأن تناولت الرسبيردال بعد تشخيص حالتي بقلق عام، أتممت الكورس بنجاح -ولله الحمد-، ولكني لا أحب أبداً فكرة العودة لأخذ الدواء، فأنا أشعر بأني كنت أمشي وأنا خدرة، أمات الدواء أحاسيسي مع بقاء الوساوس في رأسي.
أعلم أنه نفعني في البداية، ولكن ما أخرجني حقاً من حالة القلق هو اعتمادي على نفسي.
أعتذر مرة أخرى للإطالة وعدم ترتيب الكلام، أتمنى أن أجد عندكم الحل وأشكركم مقدماً، كما أتمنى منكم الدعاء لنا.