الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مقبل على الزواج، فكيف أتصرف في يوم الدخلة؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 34 سنةً، مقبل على الزواج، ولم أمارس الجنس في حياتي مطلقًا، ولم ألمس فتاةً في حياتي؛ لأنني شاب خجول، وأخاف كثيرًا من يوم الدخلة.

المرجو منكم النصح والإرشاد؛ فأنا لا أعرف الحديث في هذه المواضع.

وجزاكم الله خيرًا كثيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك –ولدنا الحبيب– في استشارات إسلام ويب. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع بينك وبين زوجتك في خير، ونقول لك: بارك الله لك وبارك عليك، وجمع بينكما في خير.

ونشكر لك –أيها الحبيب– حفظك لنفسك عن الوقوع في محرمات قبل هذا الزواج، وهذا من توفيق الله تعالى لك، وسيجعل الله سبحانه وتعالى سلوكك هذا سببًا لسعادتك؛ فإن طاعة الله سبحانه وتعالى سببٌ أكيد لجلب السعادة والأرزاق في الدنيا والآخرة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

وقد أحسنت بالسؤال –أيها الحبيب– عمَّا ينبغي أن تفعله في ليلة دخلتك على زوجتك، وهذا ممَّا جاءت به السُنّة النبوية وعلَّمنا النبي ﷺ جُملةً من الآداب ينبغي الإحاطة بها، والاقتداء بنبيّنا ﷺ فيها؛ فإن فيها الأدب الكامل، مع تحقيق حق النفس وحق الزوجة، ومن هذه الآداب التي نُقلت عن النبي ﷺ:

- الملاطفة والتودُّد إلى الزوجة في أوّل لحظات الدخول عليها؛ بتقديم الشراب لها، أو المأكل، أو نحو ذلك؛ فقد حدَّثت أسماء بنت يزيد أنها زيّنت عَائِشَةَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، ثم دعت النبي ﷺ ليدخل على عائشة، فَجَاءَ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهَا، فَأُتِيَ بِعُسِّ لَبَنٍ –يعني قدح من لبن–، فَشَرِبَ ﷺ، ثُمَّ نَاوَلَهَا النَّبِيُّ ﷺ، فَخَفَضَتْ رَأْسَهَا، وَاسْتَحْيَتْ، فقالت لها أسماء: (خذي من يدي النبي ﷺ)، فأخذتْ، فَشَرِبَتْ شيئًا، ثم قال لها النبي ﷺ: (أعطي تِرْبتك) يعني أعطي صديقتك.

فالعلماء يستدلون بهذا الحديث على استحباب ملاطفة الرجل لزوجته إذا دخل عليها، وأن يبتدئها بنحو هذا النوع من الأفعال التي تُزيل الوحشة وتُخفف منها.

ومن ذلك أيضًا: أن يدعو ربَّه سبحانه وتعالى بالدعاء الذي علَّمه نبيُّه ﷺ حين قال: (‌إِذَا ‌تَزَوَّجَ ‌أَحَدُكُمُ ‌امْرَأَةً فلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا ولْيُسمِّ اللهَ عزّ وجلَّ وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ ولْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ).

ومن ذلك أيضًا: استحباب أن يُصليا ركعتين معًا؛ لأنه قد نُقل عن جماعة من السلف أنهم فعلوا ذلك، وهذا فيه بلا شك إدخال للأنس، وإزالة الوحشة والغربة بين الروحين.

فهذه اللحظات الأولى إذا عُمرت بهذا النوع من الآداب، واستحضر الزوج أنه في هذه الأحوال ينبغي أن يُعطي كل ذي حقٍّ حقَّه، وأن للزوجة حقًّا في إزالة الوحشة عنها، وإدخال السرور إلى قلبها، وحاول أن يتحبَّب إليها بأنواع الكلام، فإنه سيُوفّق -بإذن الله تعالى- إلى إعطاء الحقوق، وإيتائها على الوجه الأكمل.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً